أخبار وتقارير

الجامعات الأردنية تُخفق في امتحان الكفاءة

عمان— فشلت أكثر من نصف الجامعات الأردنية في اجتياز امتحان الكفاءة الجامعية، الذي أُجرته وزارة التعليم العالي الشهر الماضي.

يقيس الامتحان المعارف والمهارات التي يتوجب على الطلاب اكتسابها خلال فترة الدراسة الجامعية، واستناداً لنتائج الطلاب يتم تقييم أداء الجامعات الأردنية. تم اعتماد الامتحان عام 2005، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها تطبيقه على كل طلاب الجامعات الخاصة والحكومية المتوقع تخرجهم هذا العام.

حملت نتائج الامتحان أخباراً سيئة للأكاديميين الأردنيين. ففي مؤتمر صحفي لإعلان النتائج، قال بشير الزعبي، مدير عام هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي” كانت النتائج ضعيفة وصادمة ولا ترقى لمستوى الطموح على الإطلاق.”

وألمح الزعبي إلى أن النتائج ترتبط بشكل ما بالمشاكل الاجتماعية في البلاد. قال “مهارات التواصل الشفوي والمكتوب ضعيفة جداً، وتعكس أجواء الخلافات الطلابية وأجواء العنف الموجودة في بعض الجامعات.”

نجحت 18 جامعة فقط في اجتياز الامتحان. كما لم تستطع أي من الجامعات الرسمية والخاصة الوصول إلى نسبة النجاح المطلوبة في اختبارات الكليات العلمية ( الهندسة ، العلوم الطبيعية والعلوم الزراعية والحاسوب وتكنولوجيا المعلومات).

بالطبع، أثارت النتائج المخيبة للآمال عاصفة من الجدل. إذ ألقى البعض باللوم على الطلاب المهملين، بينما انتقد آخرون السياسات التعليمية الوطنية.

قال مصطفى إبراهيم، 23عاماً طالب هندسة مدنية في الجامعة الأردنية، “أشعر بالإنزعاج الشديد من نتائج الامتحان. لا أنكر أنني ارتكبت أخطاء لكوني لم أخذ الامتحان بجدية، لكن هناك خطأ أيضاً يقع على كاهل أساتذتنا الذين لم يخبروننا بأهمية الإمتحان.”

خضع للامتحان نحو 20 ألف طالب وطالبة يتوقع تخرجهم من 43 جامعة حكومية وخاصة هذا الفصل. وتعتزم هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي اقتراح ربط نتيجة الامتحان بالتعيينات الوظيفية لاحقاً والدراسات العليا.

في المقابل، بلغت نسبة البطالة في المملكة  12.3 في المئة في الربع الرابع من عام 2014، وفقاً لدائرة الإحصاءات العامة. وأظهرت الأرقام أن معدل البطالة كان مرتفعاً بين حملة درجة البكالوريوس على نحو خاص، إذ وصل لنحو 16.8 في المئة.

يجمع الطلاب والأساتذة على أن الاختبارعُقد  فجأة ودون تحضرات مسبقة كافة. قال مصطفى حمارنة، أستاذ اللغويات في الجامعة الأردنية، أكبر جامعة حكومية في البلاد واحتلت المرتبة 6 في الامتحان، ” كان الامتحان مجحفاً بحق الطلاب. ينبغي إعلام الطلاب مسبقاً لتحضير أنفسهم. كما كان يتوجب شرح ألية الامتحان للأساتذة ليتمكنوا بدورهم من شرحها للطلاب.”

في المقابل، يعتقد بعض الأساتذة أنه كان يتوجب أخذ الامتحان بجدية أكبر. قالت سعاد عضايلة، أستاذ أدب مقارن في جامعة اليرموك في مدينة اربد،  “لايمكننا الاختباء وراء إصبعنا بعد الآن. هناك خلل وعلينا جميعاً تداركه.”

تعتقد عضايلة أن بعضاً من أسباب الخلل تعود إلى “عدم كفاءة العديد من أساتذتنا الذين ليسوا على استعداد لتطوير المهارات والمعارف التي تعلموها منذ سنوات عديدة.”

حصدت كلية العلوم التربوية والأداب التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على المرتبة الأولى بنسبة 53 في المئة، ثم جامعة الأميرة سمية بنسبة وجامعة البلقاء على التوالي، علماً بأن معدل النجاح 45 في المئة. بينما حلت جامعة مؤتة الحكومية في جنوب الاردن، والتي شهدت العديد من أعمال العنف في السنوات الأخيرة، في المركز الأخير.

بدورها، اعتبرت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة (ذبحتونا‏) في بيان صحفي الامتحان شديد الأهمية لكونه “يكشف الحاجة الماسة لتطوير أنظمة التعليم العالي وسياسات القبول الجامعي وزيادة الدعم الحكومي للجامعات الرسمية.”

وقال فاخر دعاس، منسق الحملة “يجب ضمان استمرار هذا الامتحان وتطويره بما يسهم في إعادة النظر بالخطط والآليات للارتقاء بجامعاتنا. لقد كشف الامتحان مشكلات الطلاب والنظام التعليمي المتهالك.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى