مقالات رأي

ما هي توقعات الأكاديميين للتعليم العالي العربي في عام 2015؟

مع بداية العام الجديد، تستطلع الفنار للإعلام أراء بعض الأكاديميين المهتمين بماضي التعليم العالي العربي ومستقبله.

منار صبري، خبيرة مصرية في شؤون التعليم العالي في جامعة نيويورك في بوفالو، الولايات المتحدة الأميركية:

لم تحقق الجامعات العربية الكثير خلال عام 2014. ولسوء الحظ لم يكن هناك تقدم حقيقي في جميع أنحاء المنطقة. كما أن هناك مشكلة خطيرة لم تحظ بالاهتمام الكافي، هي مشكلة اللاجئين العرب وتحديداً السوريين والعراقيين. إذ لاتبدو الجامعات في دول الجوار مثل لبنان والأردن والكويت قادرة على استيعابهم، حتى تركيا التي استقبلت الكثير من الطلاب السوريين في جامعاتها، تبدو غير قادرة على تلبية الطلب المتزايد.

في المقابل، شهدت الحرية الأكاديمية تدهوراً كبيراً. فقد أثرت الصراعات في ليبيا ومصر سلباً على الحرية الأكاديمية. وسجن الكثير من الطلاب والأساتذة أو قتلوا بسبب أرائهم أو خلال محاولات وصولهم للجامعات.

مع ذلك، واصلت الجامعات سعيها لتحسين نوعية التعليم. حيث شهدنا بعض الإشارات الإيجابية مع دخول بعض الجامعات العربية ضمن التصنيفات الدولية. ونأمل أن يساهم “التصنيف الأول للجامعات العربية”  – المعلن علي موقع مجلة أخبار الولايات المتحدة والتقرير العالمي (يو إس نيوز إندورلدريبورت) وهي المجلة المعتمدة في تصنيف الجامعات الأمريكية منذ عام 1983م –  في خلق المزيد من المنافسة بين الدول العربية. كما نتمنى أن يؤدي ذلك إلى توفر بيانات تعليمية موحدة. تعاني البحوث والابتكارات من ركود كبير بسبب عوامل كثيرة أهمها غياب الاستقرار السياسي والتمويل المحدود.

 أنور مجيد، خبير مغربي في التعليم العالي ونائب رئيس جامعة نيو إنغلاند للشؤون العالمية، الولايات المتحدة الأميركية:

فيما عدا منطقة الخليج، ستستمر الجامعات العربية في النضال في عام 2015. حيث تعاني معظمها من نقص التمويل، وغياب ثقافة البحوث في العلوم والتكنولوجيا. كما ستبقى حرية الفكر مقيدة بأشكال متعددة من الاستبداد.

https://www.bue.edu.eg/

إن استمرار هذا الوضع سيكون له عواقب وخيمة على المنطقة التي لا تزال تشهد تراجعاً في معظم مؤشرات التنمية البشرية.

تحتاج الدول العربية لإقامة مناطق حرة تؤسس على أراضيها الجامعات، إضافة إلى توفر التمويل السخي للبحوث والمطبوعات. وفي حال أصبحت الجامعات حاضنات المعرفة الجديدة في العالم العربي، فإنه يتوجب ضمان الحرية المطلقة لأعضاء هيئة التدريس والطلاب والباحثين. لا توجد وسيلة أخرى كما أرى.

عبد القادر ديجيفلات ، خبير التعليم العالي الجزائري في جامعة ليل في فرنسا:

لا تزال الجامعات العربية تعاني من جودة منخفضة وغياب الكفاءة. فمع استثناءات قليلة، لا يزال خريجو الجامعات يعانون من ضعف في المؤهلات والإنتاجية سواء في أماكن العمل أوالبحوث. ونظراً لضعف الدعم المالي، فإن الالتزامات طويلة الأجل كتثبيت الموظفين والبحوث تبدو صعبة. كما أن تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار يبدو ضعيفاً، خاصة مع اهتمام عدد قليل من الشباب بهذه التخصصات . ويعاني الطلاب من العزلة المزدوجة من قبل الجامعات العالمية الشهيرة وأيضاً قطاع الأعمال.

من جهة أخرى، إن غياب استقلالية الجامعات  يمنع البحوث العلمية المستقلة. حيث مازالت الجامعات تسير وفق التوجهات السياسية. وعلى الرغم من ارتفاع عدد النساء في التعليم الجامعي، إلا أن نسبة الباحثات منخفضة بشكل خاص.

محمد الربيعي، خبير عراقي في التعليم العالي في جامعة دبلن، ايرلندا:

تواجه الجامعات العربية تحديات تتعلق بالنقص الحاد في جودة التدريس وموظفي البحوث وسوء الحوكمة والقيادة والإدارة، وتدهور نوعية البحوث، ووجود العديد من التخصصات التي لا تلبي متطلبات سوق العمل فضلاً عن تأثير الحكومات والدين. وقد أشار تقرير المعرفة العربي الذي صدر في كانون الأول/ ديسمبر 2014، إلى أن المنطقة العربية مقصرة في تنمية المعرفة.

أمل رحمه، خبيرة ليبية في التعليم العالي ومحاضرة في جامعة الجبل الغربي، في ليبيا:

تحتاج معظم الدول العربية لبدء إصلاحات جوهرية لمواجهة التحديات التي تواجهها. بالطبع، فإن هذه الإصلاحات لايمكن أن تتم إلا على مراحل، مع التركيز أولاً على المجالات الأكثر ذات الصلة بإعداد الدولة والمجتمع لإحداث التغييرات القادمة. أعتقد أن نشر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتعلم الإلكتروني بمساعدة المجتمع الدولي يمكن أن يوفر فرصة كبيرة للدول العربية لإصلاح أنظمتها التعليمية، وتحديث أساليب التعليم وتحسين فرص الحصول على التعليم العالي.

في الجامعات، هناك حاجة للمزيد من التقنيات التعليمية الجديدة لتطوير المؤسسات عبر إشراك الطلاب في حل المشكلات، والعمل ضمن مجموعات، والتعلم مقابل التدريس، والتفاعل مع العالم المحيط.

ياسر جابر الدسوقى، عميد البحث العلمي والابتكار في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى في مصر:

نحن بحاجة لدراسة قصص نجاح تركيا والبرازيل وجنوب أفريقيا وماليزيا لمعرفة  كيف استطاعت هذه الدول تحقيق تقدم ملحوظ في أنظمتها التعليمية والبحثية.

حسن معوض عبد العال، خبير التعليم والعلوم والتكنولوجيا، والرئيس السابق لمدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية في الإسكندرية:

يحتاج العالم العربي إلى إنشاء مرصد إقليمي للتعليم العالي لمراجعة وتقييم قطاع التعليم العالي ليتمكن صناع السياسة من إعداد الاستراتيجيات القائمة على الأدلة لإصلاح وتطوير الجامعات.

حلمي سالم، المدير العام للعلوم التطبيقية ومراكز البحوث الهندسية في جامعة فلسطين التقنية:

أعلنت  بعض الدول العربية عام 2015  “كعام التعليم” في اليمن و”عام الإبداع” في دولة الإمارات العربية المتحدة. آمل أن تعلن الدول العربية عام 2015 كعام إقليمي للتعليم العالي. حيث نحتاج للتركيز على التوظيف والتنمية المستدامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى