مقالات رأي

حوار مع خورخي سامبيو، رئيس المنصة العالمية للطلبة السوريين

بروكسل— بعد سجل حافل بالنشاط السياسي والدبلوماسي والخيري، يوجه الرئيس السابق للبرتغال خبرته اليوم لخدمة الطلاب السوريين. حيث قال في ختام مؤتمر عُقد في بروكسل في شهر كانون الأول/ ديسمبر حول التعليم في حالات الطوارئ “لاينقذ التعليم في حالات الطوارئ حياة الناس فقط، لكنه يحافظ على الحياة عبر إعطاء الشعور بالأمل في المستقبل.”

نظم المؤتمر المنصة العالمية للطلبة السوريين، والتي أسسها ويرأسها سامبيو بهدف توفير منح دراسية ومساعدات أكاديمية عاجلة للطلاب السوريين.

شغل سامبيو منصب رئيس البرتغال في الفترة مابين 1996-2006. كرئيس، تركزت اهتماماته بشكل رئيسي على التعليم والقضايا الاجتماعية، وحقوق الإنسان، والشؤون الأوروبية والدولية. يعرف سامبيو بتواضعه وبكونه مستمع جيد وهو ما يكسبه دوماً احترام الآخرين.

في أيار/ مايو 2006، عُين من قبل الأمين العام للأمم المتحدة كمبعوث خاص لمكافحة السل. في نيسان/أبريل 2007، تم تعيينه في منصب الممثل السامي لتحالف الحضارات. وهو عضو في مجلس أمناء مؤسسة كارنيجي في نيويورك. كما يرأس أيضاً لجنة التحكيم جائزة كالوست كولبنكيان الدولية، التي تمنح 250000 € سنوياً لشخص أو مؤسسة تدعم “الدفاع عن القيم الأساسية للإنسان.”

على المستوى الشخصي، يعتبر سامبيو نفسه مدافعاً قوياً عن الحق في الكرامة الإنسانية وضرورة احترام جميع الأديان، فيما يؤمن بذات الوقت بأهمية فصل الدين عن السياسة.

التقت الفنار للإعلام مع الرئيس سامبيو خلال مؤتمر بروكسل، حيث شرح كيف يمكن للتعليم أن تلعب دوراً رئيسياً في بناء السلام في الشرق الأوسط.

ما الذي دفعك لإنشاء المنصة العالمية للطلبة السوريين؟

بعد انتهاء مهمتي مع الأمم المتحدة 2012-2013 ومع الأحداث المرعبة التي نشهدها في سوريا، رغبنا بالقيام بشئ ما لمساعدة الناس. في ذلك الوقت، لم يكن هناك أي جهود تركز على التعليم العالي. لذلك، قررنا أن نقوم بشئ مؤثر ويعود بالنفع على الناس ومن هنا بدأنا.

تتسبب الصراعات بحرمان أجيال من المعرفة والفرص التي يمكن للتعليم أن يقدمها. في نفس الوقت، يضمن التعليم في حالات الطوارئ الكرامة ويديم الحياة. كما أنه يخفف من التأثير النفسي للصراع والكوارث عبر إعطاء شعور بالاستقرار وأمل في المستقبل.

ما الإنجازات التي حققتها المنصة لليوم؟

لدى المنصة برنامجاً للمنح الدراسية مقدمة من قبل مجموعة من الجامعات من مختلف دول العالم بإعفاء كامل أو جزئي للرسوم الدراسية للطلاب السوريين الذين انقطعوا عن دراستهم نتيجة الحرب. حتى اليوم، استئنف 150 طالب دراستهم من خلال برنامجنا منهم 45 في البرتغال وبتكلفة وصلت لنحو 205 مليون دولار أميركي.

ماهي التحديات التي تواجهكم؟

في الحقيقة، يتوفر لدينا نحو 700 منحة دراسية معفية من الرسوم الدراسية. لكننا نواجه خطر فقدان هذه المنح بسبب نقص التمويل اللازم لإتمامها والمتعلق بتوفير تكاليف السفر والسكن والمصروفات اليومية للطالب خلال فترة الدراسة. يقدر مبلغ العجز التمويلي بنحو 5 مليون دولار أميركي.

ماهي الحلول الأخرى الممكنة إلى جانب المنح الدراسية التي تبدو مكلفة؟

نحن نبحث عن حلول لذا دعينا للاجتماع. نرغب بتشارك الخبرات ومعرفة الوسائل الممكنة لتقديم التعليم لأكبر عدد ممكن من الطلاب. لدينا أيضاً مئات المنح المتوفرة ونرغب بالاستفادة منها على أكمل وجه لكونها فرص جيدة جداً.

ماذا عن فرص التعاون مع جامعات في المنطقة العربية؟

لدينا بعض صلات التعاون مع بعض الجامعات في لبنان ومصر والعراق وتركيا. ولدينا أيضا بعض المؤسسات العربية الممولة لكننا بالتأكيد نتطلع للمزيد من التعاون والدعم.

ما الذي رغبت بتحقيقه من خلال عقد هذا المؤتمر؟

إن لقاؤنا هو أهم شي. هناك مبادرات كثيرة تعمل على الأرض في دول عديدة، نحن بحاجة للإطلاع عليها ومعرفة ما الذي يصلح القيام به وما الذي يمكن تجنبه حتى لانعيد اختراع العَجَلَة من جديد. بالطبع، نحن جميعاً نريد أن نستمر في عملنا بشكل مستقل وبحرية. لكننا إذا نجحنا في تشكيل تحالف يضغط على الحكومات لاتخاذ القرارات الضرورية الداعمة فإن هذا سيكون مفيد جداً لعملنا.

يبدو العالم العربي غارقاً في الصراع اليوم، هل تعتقد أنه يمكن للتعليم لعب دور في تحقيق السلام؟

إن التعليم أمر ضروري كما أنه يعزز التنمية والاستقرار. علينا إعداد جيل الشباب لإيجاد وتعزيز هويتهم. أعتقد أن الشباب العربي حريص جداً على التعلم والمضي نحو الأمام، وهذا ما يشكل مستقبل أي بلد. إن غنى العالم العربي بالشباب أمر رائع ويجب عدم تجاهله. شخصياً، أتمنى أن يلعب تعدد الأديان في المنطقة دوراً كبيراً في تحقيق الاستقرار والتنمية. بطبيعة الحال، هذا يحتاج إلى تعليم أكثر لبناء عقول منفتحة.

من ناحية أخرى، هناك مفهوم أساسي، وهو كرامة الإنسان. الجميع يريد الحياة بكرامة وهو أمر ذو قيمة كبيرة بغض النظر عن دين صاحبه. هذا أمر ضروري ويجب أن يشكل أرضية مشتركة للعمل وهو أيضاً لايمكن أن يحدث دون وجود تعليم جيد.

هل تعلمت شيئاً جديداً خلال المؤتمر؟

حسنا، أنا أتعلم دائما وأنا مندهش من خبرة المشاركين وكيف يجدون سبلاً للمساعدة. الآن، أنا أعرف أكثر عن العقبات التي تواجه مشاريع مماثلة. ولدي المزيد من الأسئلة حول كيف يمكننا مساعدة المزيد ليس فقط في الحصول على فرص التعليم ولكن أيضاً في العثور على وظائف. لا يعرف التعلم نهاية. والمؤتمر قدم  لنا فرصة للالتقاء وتبادل الأفكار، ونحن بحاجة إلى البناء على هذا للمضي قدما.

 تم تحرير المقابلة بهدف الإيضاح والإيجاز.
AddThis Sharing ButtonsShare to FacebookShare to TwitterShare to ارسال ايميل

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى