منذ انطلاقته في أوائل العشرينات، قدم رسم الكاريكاتير العربي لمحات رائعة عن الدعاية السياسية والاستشراق وكذلك التأثيرات بين الثقافات في العالم العربي. قالت غيبه ” يعتبر الكاريكاتير جزء غني جداً من التراث الثقافي العربي ووسائل الإعلام. هناك كمية هائلة من رسوم الكاريكاتير التي توضح تاريخ المنطقة.”
فعلى سبيل المثال، قدمت بعض المجلات الكاريكاتيرية اللبنانية الفريدة – مثل زرزور في الخمسينيات وبساط الريح في 1962 – مقاتلين لبنانيين كأنهم أبطال خارقين. وكانت المجلات مليئة بالموضوعات السياسية التي كانت تستهدف في المقام الأول الأطفال، وفقا لتقرير لبنان ناو.
كما تعتبر مجلة الأولاد الصادرة في مصر سنة 1923 أول مجلة أطفال مصورة أصلية تصدر في العالم العربي. قال نديم الدملوجي، باحث في الكاريكاتير العربي “حاولت هذه الإبداعات الأولى سرد القصص ذات الأصول العربية للقراء الصغار.” مضيفاً “لكن هذا لا يعني أنها لم تكن سياسية، فحسين بيكار، مؤسس مجلة سندباد، كان عضواً في جمعية ما بعد الاستشراق. كان واعياً جداً بقوة هذا الفن وكيفية استخدامه لنشر الأفكار العربية.”
من جهة أخرى، يظهر تأثير تقاطع الثقافات بوضوح في كتكوت، مجلة كومكس صدرت في لبنان في 1946 وتضمنت الترجمات العربية لمغامرات تان تان جنبا إلى جنب مع قصص عربية أصلية.
سيطرت مصر على صناعة نشر الكومكس والكاريكاتير لعدة أعوام، ونشر المجلات مثل سمير في 1952. ثم حلت لبنان محلها في الستينيات كأكبر مركز لانتاج فن الكومكس وفقا للرسام اللبناني جورج خوري. فمع حرية التعبير المرتفعة نسبياً مقارنة مع بقية العالم العربي اليوم، تبدو بيروت مرشحة لتصبح بؤرة لإنتاج الكاريكاتير.
يشير الكاتب جوناثان غاير من مدونة أم كرتون إلى عدم وجود إحصاءات حول نسبة متابعي الكاريكاتير العالم العربي، لكن شعبية هذا الفن واضحة في الشوارع العربية. قال” تنشر كل الصحف اليومية في مصر رسوماً كاريكاتورياً، كما تبيع كل أكشاك الصحف في القاهرة مجلات الكومكس الجديدة.” ويضيف جوناثان غاير أن هذا الفن أثر على باقي الوسائل مثل الإعلانات، التصميم الجرافيكي والغرافيتي. ووفقاً لغاير، نشأ العديد من الفنانين مثل جنزير على قراءة القصص المصورة العربية وأثر الكثير منها على أعمالهم.
قال الدملوجي “أعتقد أن الفن الذي أنتج بعد 2000 جيد المستوى إن لم يكن أفضل من مثيله الذي يقدم في أسواق الولايات المتحدة وأوروبا واليابان.” وعلى الرغم من الجودة الجيدة لفن الكومكس العربي، لكنه ” مازال بعيداً عن النقاشات الأكاديمية الغربية.”
وبينما تسلط العديد من المدونات الضوء على تاريخ وتنوع الكاريكاتير العربي مثل مجلات والقنطرة وأراب ليت باللغة الإنجليزية، تهدف مبادرة الصواف لأن تكون أكبر مصدر رقمي ومادي في العالم للكومكس العربي.
فمع ضم قاعدة بيانات غيبه والتي تحتوي على أكثر من 4000 مجلات وكتب عربية، تحتوي قاعدة بيانات الجامعة على مئات المطبوعات فضلاً عن مجموعة كبيرة سيقدمها الصواف من مجموعته الشخصية كهدية للجامعة.
وتشمل مكتبة المبادرة مجلات وكتب مصورة من مطلع القرن العشرين، إضافة إلى الإنتاجات الحديثة مثل السمندل، وهي مجلة فصلية تجريبية انطلقت في 2008 ومتاحة عبر الإنترنت من خلال رخصة المشاع الإبداعي. وأيضا مجلة توك توك الفصلية المصرية والتي أطلقها مجموعة من الرسامين الشباب في 2011.
بالطبع يوفر النشر على شبكة الإنترنت فرصة للوصول لجمهور أوسع وأيضاً تفادي رقابة الدولة، وهي قضية لا يمكن إغفالها في العالم العربي نظراً لعدد الاعتقالات والهجمات التي تعرض لها الفنانين في المنطقة. فقد تم حظر الكتاب الكاريكاتيري المصري الساخر “مترو” في 2008 وأدين مؤلفه مجدي الشافعي بالإساءة إلى الآداب العامة. كما واجهت دعاء العدل تهمة الإلحاد في 2012 بسبب رسومها الكاريكاتيرية السياسية. واختطف رسام الكاريكاتير السوري المعارض علي فرزات وتعرض للضرب المبرح على أيدي قوات موالية للأسد في عام 2011.
يعتقد المصور المقيم في بيروت فؤاد مزهر، الذي أنشأ مجلة كاريكاتيرية باسم المعلم في الفترة مابين 2007-2010 ، ودرس في الجامعة الجامعة الأميركية في بيروت بإشراف غيبه أن البرنامج سيسهم في تعزيز هذا الفن في العالم العربي. قال “مع تحول الكاريكاتير لتيار سائد ومؤثر في الثقافة الشعبية، من الأفضل منح الكاريكاتير فرصة أطول للبقاء من خلال خلق مناقشة حقيقية في بيئة أكاديمية.”
بدوره، يبدي ألفريد بدر، المصور وفنان الغرافيتي في بيروت ، حماساً لدراسة الكاريكاتير في الجامعة الأميركية في بيروت بدلا من الاضطرار إلى السفر إلى الخارج. قال “كنت أبحث عن فرص للانضمام إلى أي مسار من شأنه تعزيز مهاراتي في رسم الكاريكاتير، لذلك سيكون من الرائع أن أكون قادراً على القيام بذلك في بيروت ولقاء زملاء محليين.” ويضيف ” أنا متحمس جداً. نأمل أن نكون قادرين على حضور فعاليات البرنامج.”
وبحسب الدملوجي فإن الجامعة الأميركية وضعت نفسها في موقف لاختبار طريق الكاريكاتير، “في السنوات القليلة الماضية بدأ العالم الأكاديمي يدرك أن دراسة الكاريكاتير تخصص غني يحتاج إلى الكثير من العمل لتحقيقه. إنه الوقت يبدو مناسباً لدراسة الكاريكاتير في الشرق الأوسط.”
*يمكن الاطلاع على مزيد من المعلومات حول الكاريكاتير العربي، بما في ذلك الكتب المصورة على الإنترنت والجوائز والمواد ذات الصلة هنا.
لاذكر لدور صحافة الاطفال في العراق وفن الكاريكاتير المصاحب لها فمجلة مجلتي واجريدة المزمار من اول المطبوعات التي اهتمت بهذا الجاني ولم يرد ذكر لها في الوضوع وأية دراسة تخلو من عدم ذكر اسم هذاذين المطبوعين تعد غي كاملة
زكريا حجى – اصدر 3 كتب كاريكاتير فى مصر – 100 كاريكاتير من اجل الحرية – سلامتك من الاه ياوطن – ياوطن لا تياس لاتوجد رعاية لهذا الفن فى مصر ارغب فى التعاون والتواصل مع جهة تهتم بهذا الفن