مقالات رأي

حوار مع أيوب كاظم: دبي وجهة أكاديمية عالمية

دبي، الإمارات العربية المتحدة– بالرغم من أن قاعة الاجتماعات التي أُجري بها هذا اللقاء لم تكن موجودة قبل أعوام قليلة، إلا أن المبنى الذي يضم هذه القاعة يعد اليوم جزءاً أساسياً ضمن رؤية أيوب كاظم لدبي كلاعب عالمي في قطاع التعليم العالي وتنمية الرأسمال البشري على مدى السنوات العشر القادمة.

يشغل كاظم منصب المدير الإداري للمجمع التعليمي في شركة تيكوم للاستثمارات، وهي عضو في دبي القابضة. كما يدير قرية دبي للمعرفة ومدينة دبي الأكاديمية العالمية، التي بدأت في عام 2007، وجميعها تقع ضمن المنطقة الحرة. حيث يُسمح للأجانب بالتملك وتشغيل مؤسسات تعليمية ضمن هذه المناطق، التي تعد موطنا لـ21 فرع جامعة دولية وأربعة معاهد تعليم عالي محلية وأكثر من 20ألف طالب وطالبة من 125 بلد.

كيف يمكن أن يزداد عدد الطلاب في الجامعات الدولية؟ وماهي التحديات التي تواجه إنشاء الجامعات في البلد البالغ من العمر 43 عاماً؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها الفنار للإعلام على أيوب كاظم في الحوار التالي:

– بالنظر إلى نموذج إنشاء فروع للجامعات الدولية في دبي، هل تم إثبات نجاح هذا النموذج؟ 

نعم، إذا كانت تعمل بالشكل الصحيح. هناك العديد من المكونات أو المعايير التي يتوجب العمل وفقها لإنشاء فرع لجامعة ما. من أجل أن تكون ناجحاً في إنشاء نموذج ناجح، يجب على الجامعة العمل بجدية وإجراء دراسة للسوق لفهم المشهد التعليمي محلياً وإقليمياً. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تضمن الجامعة وجود [الكادر] الذين يدركون تماماً المشهد التعليمي المحلي لتشغيل الفرع الجامعي. تحتاج إلى التأكد من وجود القيادة الصحيحة، والموارد البشرية المناسبة، لإدارة وتشغيل الفرع الجامعي بنجاح. أيضا، الاستدامة مهمة جداً الآن. عندما تضع الجامعة خطة أعمالها يتوجب مراجعة خطة عمل كل عام، والنظر في مداخل السوق، والطلاب ونوع البرامج التي يمكن أن تضيف التنويع لمحافظهم الاستثمارية، من أجل ضمان الاستدامة. لكن قبل كل شيء، تحتاج إلى عامل واحد مهم. إذا لم يكن لديك دعم قوي داخل الحرم الجامعي فالعملية محكوم عليها بالفشل. هذه خلاصة تجربتنا.

– وما هي التحديات التي تواجه عمل الفروع؟ 

سأذكر اثنين منهم. الأول هو أن الجامعات تأتي تحت تأثير أنها معروفة بشكل جيد هنا. وهذا نوع من سوء التقدير. يعتقد رؤساء الجامعات أنهم معروفون في بلدانهم جيداً وبالتالي هم معروفون في أي مكان يذهبون إليه. مع ذلك، يتوجب عليك القيام بالترويج والتسويق لتجد لنفسك مكاناً بين قادة هذه الصناعة والمجتمع الأكاديمي، وفي المنطقة من خلال الأنشطة التي تقوم بها وتنفذها.

أيضاً بعض الجامعات تأتي من دون القيام بواجباتها مثل تحديد البرامج التي ستقدمها. نوصي دائما بتقديم برامج قوية ومتخصصة. رغم قوة الجامعات إلا أنهم يأتون مترددين، فيقدمون برنامجاً أو اثنين فقط لتقليل المخاطر. وهو أمر لا يريح الطلاب وذويهم.

أيضا الإطار التنظيمي صلب جداً. إنه لأمر جيد للغاية، إلا أن هناك بعض التحديات عندما يتعلق الأمر بالترخيص والاعتماد. إذ يمكن أن يشكل نوعاً من التحدي للبعض هنا.

– هل يمكنك القول أنه لا يوجد تعاون بين القطاع الخاص والجامعات، تحديداً عندما يتعلق الأمر بتمويل الأبحاث، وهو أكبر عامل يحد من تطوير التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة؟ 

هذا أحد العوامل. وهو شيء ندركه. ولكن الآن هناك أيضاً عامل انعدام الثقة بين المجتمع والمدارس، والمؤسسات الأكاديمية التي يحركها الربح. يجب على الأقل تعزيز هذه العلاقة والثقة إلى حد ما، لأنه في نهاية هذه المؤسسات الأكاديمية تقدم برامج تتمتع بجودة عالية. يمكن إعادة تدوير الربح للنهوض بالنظام التعليمي في المناهج الدراسية، في البرامج ومحتوها وهلم جر.

– هل تتحدث عن الجامعات المحلية؟

أقصد الجامعات المحلية وفروع الجامعات الدولية.

– هل يمكنك ذكر بعض من الفروع الجامعية الأكثر نجاحا، وعدد قليل من الأقل نجاحا؟

لا أستطيع أن أشير للمؤسسات الأقل نجاحاً. لكنني سأعطي مثالاً على مؤسسة ناجحة. إنها جامعة هيريوت وات الاسكتلندية التي افتتحت في مدينة دبي الأكاديمية قبل 8 سنوات. خلال الأعوام الماضية، شهدنا تطوراً ملحوظاً لعمل هذه الجامعة. فقد بدأت بحوالي 150 طالبا، وعدد قليل جداً من المنشأت لكنها نمت تدريجياً وبمعدل هائل. ليصبح عدد طلابها اليوم 3.800.

وهنا أود الإشارة إلى نموذج تيكوم للاستثمارات، فمدينة دبي الأكاديمية العالمية هي المنطقة الحرة الوحيدة في العالم المخصصة للتعليم. الآن، يمكن أن تأتي الجامعات إلى دبي، وتبدأ بمساحة صغيرة، وتقديم برامجها، واعتماداً على النمو يمكن توسيع المنشأت وهو مافعلته الجامعة الإسكتلندية.

– ما هو هدف مدينة دبي في استقبال فروع الجامعات الدولية، وهل تسير استراتيجيتكم إلى الأمام؟ 

نرغب في جعل دبي وجهة التعليم، وجهة التعليم البديلة. لقد كشف أحد تقارير شركة ديلويت والذي استطلعت أراء طلاب من 17 دولة أن الإمارات تعتبر رابع وجهة مرجوة للطلاب في المنطقة الممتدة من كوريا الجنوبية إلى شمال أفريقيا، بالإضافة إلى نيجيريا. لو تساءلنا ما الذي دفع هؤلاء الطلاب لاعتبار دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من الوجهات الرائدة؟ حسناً، الشيء الوحيد المهم هو السلامة والأمن.

ثم لديك توظيف الطلاب: ما هو الهدف الأكثر أهمية بعد متابعة دراستهم؟ إنه العمل وبعد التخرج. تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة ثاني أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط والدولة الأكثر نشاطاً في الشرق الأوسط عندما يتعلق الأمر بالتوظيف، في مختلف القطاعات. اليوم مع معرض اكسبو عام 2020، تتحرك الأمور في كل الاتجاهات المختلفة في جميع القطاعات المختلفة.

ثالثا، مستوى المعيشة. مع النظر إلى المزايا الأخرى المرتبطة بالعيش والعمل هنا وسهولة قضايا التأشيرات أيضا. فضلاً عن كون الإمارات مجتمع متعدد الثقافات، فأنت لا تشعر بأنك أجنبي في هذا البلد.

– من أين يأتي معظم طلاب فروع الجامعات الدولية؟ 

بحسب مانرى، يأتي الطلاب من حوالي 125 دولة. هناك تنوع كبير في الجسنيات. تأتي الغالبية منهم من جنوب شرق آسيا. وكذلك دول الشرق الأوسط. كما يزداد أيضاً عدد الطلاب من دول مجلس التعاون الخليجي.

في السنوات العشر الماضية، كان لدينا 21.000 و 22.000 طالب وطالبة حوالي 35 في المئة منهم من خارج البلاد أي ثلث الطلاب تقريباً. هدفنا هو أن يكون 50 في المئة من الطلاب قادمين من الخارج لمتابعة دراستهم.

– وهل يبقون في البلاد بعد التخرج؟

ليس جميعهم ولكن غاالبيتهم. إذ تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة فرص عمل كثيرة. قلد قامت الدولة بإنجاز كبير على الصعيد الاقتصادي من حيث الناتج المحلي الإجمالي في العام الماضي. كل هذا يتوقف على الاقتصاد.

– كيف ترى مدينة دبي الأكاديمية العالمية وقرية دبي للمعرفة عندما يتعلق الأمر الفروع الجامعية خلال عقدين أو ثلاثة؟

لا أرغب أن أذهب بعيداً لهذا الحد. لننظر إلى عشر سنوات من الآن، نحن على المسار الصحيح. أعتقد أننا تعلمنا الدرس من العقد الماضي. لن نكون فقط مجرد لاعب إقليمي بل سنصبح لاعبين عالميين عندما يتعلق الأمر بالتعليم العالي والتطوير المهني وتنمية رأس المال البشري.

* تم تحرير المقابلة الكاملة بهدف الإيجاز والتوضيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى