أخبار وتقارير

استطلاعات الجديدة تكشف محاولات الطلاب الدوليين البحث عن جامعات

براغ – توصلت بعض الأبحاث الجديدة حول ما يبحث عنه الطلاب الجدد في الجامعات إلى بعض النتائج المذهلة.

أولاً: لا تأبه الكثير من أفضل الجامعات على مستوى العالم بالرد على المراسلات الإلكترونية للطلاب المتقدمين.

ثانيًا: يفسر أغلب الطلاب زيادة المصرفات كمؤشر على جودة التدريس.

ثالثًا: لا تشكل الحياة الثقافية عاملاً مؤثرًا في القرارات الأولية للطلاب، حتى وإن كانت جزءًا هامًا من رضاهم النهائي عن تجربتهم الدراسية.

مع وجود حوالي 4,5 مليون طالب يعيشون في الخارج سنويًا وينفقون تقريبًا حوالي 51 مليون دولار أمريكي كمصروفات دراسية فقط، أصبحت الحركة العالمية للطلاب بمثابة نشاط تجاري مربح حتى لو لم يتفق هذا الوصف مع التصورات غير الربحية لبعض الأكاديميين.

قدمت نتائج الاستطلاعات التي تم عرضها في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية للتعليم الدولي بعض المؤشرات عما يحدث عندما يبحث الطلاب عن جامعة في الخارج.

بالنسبة للمبتدئين، عندما يتطلب الأمر الرد على بريد إلكتروني مرسل من أحد الطلاب الجدد، تأتي الردود فظة للكثير من كبرى الجامعات العالمية، وفقاً لما جاء عن دراسة أجراها المجلس البريطاني وبوابة الدراسة StudyPortal، وهو موقع إلكتروني للطلاب.

وأثبتت الدراسة تجول الباحثون من الطلاب بين 448 جامعة في 38 دولة دون أن يفصحوا عن ذلك. في أول مرحلة في بحثهم، يركز الطلاب على مدى سهولة إيجاد المواقع الإلكترونية للجامعات. وبعدها، يحدد الطلاب مدى سهولة البحث عن معلومات بعينها على المواقع الإلكترونية للجامعات، مثل المواعيد النهائية لتقديم طلبات الالتحاق. وأخيرًا، ينتظر الطلاب ليروا ما إذا كانت الجامعات ستجيب على رسائلهم الإلكترونية. ولكن في النهاية لا تجيب حوالي 21 في المئة من الجامعات على الرسائل الإلكترونية للطلاب.

تؤكد هذه النتيجة ضعف احتمالات اختيار الطلاب الدوليين لهذه الجامعات؛ حيث يقول جوران فان آرت، مدير القسم المعني بأهمية الطلاب في StudyPortal “إذا حاولت شراء سيارة بي إم دبليو، ولكنهم لم يسمحوا لك بالدخول إلى قاعة العرض، فحتمًا ستتوجه إلى مكان آخر.”

في بحث منفصل، ناقشت مارين كونديت، منسقة العلاقات الأكاديمية في إي تي أس جلوبال ETS Global، والتي تتبع مؤسسة الاختبارات غير الربحية، البحث الذي استخلص نتائجه من ردود أفعال 18,393 طالبًا. أجري البحث من قبل هوبسنس Hobsons وهي شركة للخدمات التعليمية، حيث أثبت أن الطلاب الدوليين على استعداد لدفع مصروفات أعلى لأنهم يرونها دليلاً على جودة التعليم.

قدمت الشركة للطلاب الدوليين قائمة تضم 13 عنصرًا قد تؤثر على قراراتهم. وأجمع الطلاب الذين اشتركوا في الاستطلاع على أهم خمسة عناصر مؤثرة في قراراتهم، وهي حسب ترتيب أهميتها: جودة التعليم، وتصنيف الجامعات، ومدى ترحيب الدولة المضيفة بالطلاب الدوليين، وشعورهم بالأمان، وسهولة الحصول على تأشيرة.

ولكن فيما يتعلق بعنصر “جودة التعليم”، قال الطلاب إنهم يعتقدون أن المؤشر الأول لجودة التعليم هو ارتفاع قيمة المصروفات الدراسية.

ولكن على الجامعات، التي تظن أن نتائج هذا الاستطلاع مشجعة على زيادة المصروفات، أن تفكر مرتين قبل ذلك، لأنه عندما يأتي الأمر لاختيار مؤسسة تعليمية، يقول الطلاب إن زيادة المصروفات هي السبب الأول وراء رفضهم لعروض بعينها.

وأثبت الاستطلاع أن أقل العناصر أهمية بالنسبة للطلاب عند اختيار جامعتهم هي: بعدها عن بلدانهم، وإمكانية الحصول على تأشيرة إقامة دائمة في البلد المضيف، وطبيعة الحياة الثقافية، والأمل في الحصول على فرصة عمل في هذا البلد.

قد لا تكون طبيعة الحياة الثقافية عاملاً مؤثرًا عن اختيار الطلاب للجامعة، ولكن في النهاية يكتسب الوقت الذي يقضونه في المدينة التي يدرسون فيها وتفاعلهم مع المجتمع المحلي أهمية خاصة في رضاهم عن جامعتهم، كما أثبت الاستطلاع الذي أجراه موقع StudyPortal بالإضافة إلى بحث آخر.

يبدو أن الكثير من الاستطلاعات تصل إلى نتيجة واحدة ألا وهي أن الطلاب الدارسين بالخارج راضين عن تجربتهم الدراسية. (إقرأ أيضاً “طلاب يمتدحون مزايا الدراسة في الخارج“). على نحو مماثل، سأل موقع StudyPortal الطلاب الدوليين عن مدى رضاهم عن جامعاتهم من خلال مقياس يبدأ من صفر “لا على الإطلاق” وحتى عشرة “نعم بالتأكيد”. من مجموع حوالي 7000 طالب، قيم 3475 طالبًا تجربتهم بأنها ممتازة (هنا ينبغي التنويه أن هذا المسح وغيره من المسوحات حول رضا الطلاب عن الدراسة بالخارج تجرى من قبل مؤسسات تستفيد من هذه النتائج الإيجابية).

ولكن ما الذي لا يعجب الطلاب الدوليون؟ اكتشف استطلاع StudyPortal بأن الطلاب قد يشتكون من ضعف مستوى البرنامج وافتقاره إلى النظام وضعف مستوى اللغة الإنجليزية لدى الأساتذة. وهناك بعض الشكاوى من عدم الارتياح في السكن والإجراءات البيروقراطية البطيئة. ويسرد استطلاع أجرته جمعية آسيا الباسفيك للتعليم الدولي أنه عندما يسافر الطلاب الآسيويون إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فإنهم يتضايقون بشدة من مستوى استهلاك المشروبات الكحولية في حفلات الطلاب. وعلى نحو مماثل، عندما يذهب الطلاب الأمريكيون إلى آسيا فإنها يستاءون من غياب الكحول عن حفلاتهم.

من خلال جمع البيانات حول الطلاب الدوليين، قد تحاول الجامعات التي تهتم بنتائج هذه المسوحات إرضاء الطلاب وتحسين تجربتهم الأكاديمية وإعدادهم بشكل أفضل لمستقبلهم المهني. ولكن الإداريين في الجامعات لن يهرعوا إلى حفلات الطلاب لضبط كمية المشروبات الكحولية التي يقدمونها في حفلاتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى