أخبار وتقارير

مشاريع طلابية على الإنترنت طلباً للمنح الدراسية

يسعى محمد نصار، الفلسطيني من مدينة ‏قلقيلية في الضفة الغربية والبالغ من العمر 28 عامًا، كغيره من الشباب الطموحين في بلدته، إلى استكمال دراسته في الخارج ليزيد من فرص حصوله على عمل لاحقاً. لكنه يسلك طريقًا مختلفًا، إذ يحاول تأمين مصروفات تعليمه من خلال الحصول على تمويل جماعي لدراسته عن طريق موقع إلكتروني يُسمى بــ Indiegogo.

تحولت فكرة التمويل الجماعي – التي تساعد الناس على إيجاد التمويل لمشروعاتهم من خلال شبكة الإنترنت عن طريق طلب التبرعات المالية الصغيرة من عدد كبير من الأشخاص – من التركيز على تمويل المشروعات الناشئة إلى المشروعات الاجتماعية، مثل التعليم، وذلك من خلال مواقع إلكترونية مثل Adopt A Classroom أو Student Funder.

بعد دراسته للهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية، سعى نصار إلى تأسيس مدرسة للتصميم المعماري في مسقط رأسه. ولكنه شعر أن ذلك يتطلب المزيد من المعرفة الأكاديمية. فلقد كانت دراسته محدودة للغاية ولم يكن هناك متنفس تعليمي في بلده يشبع ولعه بالدراسة.

تقول ليلى قاروت أستاذة نصار في جامعة بيرزيت والتي تُدرس حاليًا في جامعة ويسكونسن في ميلواكي “كان محمد طالبًا شغوفًا بالدراسة وتعلم المزيد. وكان دائمًا يتحدى نفسه للقيام بالكثير من الأبحاث المستقلة، ولكن الفرص أمامه كانت محدودة.”

حلم نصار بالحصول على درجة الماجستير من مدرسة العمارة في الجمعية المعمارية في لندن، لكنها ستكلفه نحو 30,000 دولار أمريكي. تمثل الخيار الأقل تكلفة أمامه في مدرسة فرساي الوطنية للعمارة في فرنسا، حيث تبلغ تكلفة الدراسة المدعومة هناك حوالي 800 دولار أمريكي سنويًا، بينما تصل تكلفة المعيشة إلى 25,000 دولار أمريكي سنويًا.

يكافح نصار ليغطي بالكاد مصروفات المعيشة في فلسطين، لذلك يدرك أنه بحاجة إلى مساعدة ليتمكن من الدراسة في الخارج. وفي مثل هذه الحالات يصبح الحصول على منحة دراسية هو الخيار الأنسب، ولكنه  فضل جمع التمويل بنفسه، حيث يعتقد أن المنح الدراسية قد يكون لها اعتبارات سياسية في الضفة الغربية. فكما هو الحال في الكثير من البلدان العربية، يرى الطلاب الفلسطينيون أن المنح الدراسية تستهدف عائلات خاصة أو أشخاص لهم توجهات سياسية محددة. 

يقول نصار أنه أرسل 1400 بريد إلكتروني في كافة أنحاء العالم للحصول على وظيفة وتلقى عرضًا في شنغهاي ولكنه لم ينجح بسبب مشكلات تتعلق بالتأشيرة. ومن ثم اتجه للتمويل الجماعي، وحدد مبلغ 34,000 دولار أمريكي اللازم لتحقيق حلمه. 

يقدم نصار هدايا للمانحين، مثل قمصان عليها تصميماته تقديرًا لإسهاماتهم. ويمكن للمانحين أن يروا هداياهم كمشتريات باهظة الثمن أو كتبرعات قدموها وحصلوا مقابلها على هدايا، يقول “إنها الطريقة الأكثر ديمقراطية لتمويل دراستك…يمكنك اختيار الأسباب أو الخدمات أو المنتجات التي تريد تقديمها والهدف واضح.”

شرح تقرير للبنك الدولي الصادر عام 2011 بعنوان “إمكانيات التمويل الجماعي في العالم النامي” الكثير من المشروعات الاجتماعية والتي نجحت في استخدام الإنترنت لتخطي العقبات المالية. وبينما كان هذا المنبر في بداية الأمر يهدف إلى مساعدة رواد الأعمال على إيجاد مستثمرين، إلا أنه نجح أيضًا نظريًا في مساعدة الطلاب الباحثين عن ممولين لدراستهم. 

نجح بعض الطلاب بالفعل في استخدام هذه الطريقة، ومن بينهم رنا باكر من غزة في فلسطين التي تنهي حاليًا دراستها للماجستير في مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية التابعة لجامعة لندن.

استخدمت باكر موقع MyDonate وبعد حصولها على مكان في مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية التابعة لجامعة لندن، كان جمع مبلغ 25,000 دولار أمريكي هو آخر عقبة أمامها. رغبت باكر في الخروج من فلسطين، تقول “لقد انتقدت كثيرًا نظام التعليم الفلسطيني بسبب بعده كل البعد عن التعليم المشترك.”

بدورها، تقول قاروت “إلى جانب كونه أكثر ديمقراطية واعتمادًا على الذات، يعتبر التمويل الجماعي أكثر مرونة. يتسلم الكثير من الطلاب خطابات القبول بالجامعات بعد موعد التقديم للمنح الدراسية. وتعني مرونة التمويل الجماعي أيضًا أن طلاب المستقبل يختارون كيفية التسويق لأنفسهم. وهنا يمكن أن تتعقد الأمور. فإذا تحول التمويل الجماعي إلى وسيلة معروفة، سيصبح الأمر أكثر صعوبة على الطلاب لشرح حالاتهم وأسباب استحقاقهم للتمويل. وقد يكون عليهم تقديم شيء في المقابل.” 

فكر نصار في ذلك، وقرر أن يُصمم بعض المنتجات (مثل الأباريق والقمصان وإطارات الصور) معتقدًا أن المشترين سيدفعون أكثر لشراء هذه المنتجات إذا اقتنعوا بطموحاته وأحلامه. “قد يعتقد البعض أنني استخدم الابتزاز العاطفي لبيع منتجاتي، ولكنني لا أعبء بذلك، فطموحاتي أكبر بكثير.”

استخدمت باكر مهاراتها كصحفية وكاتبة مدونات في إقناع الممولين بطموحها الأكاديمي. يقول الاثنان إن التسويق هو الشق الأصعب. فلقد اعتمدا بشكل كبير على أصدقائهم ومعارفهم وحملاتهم المكثفة على تويتر وفيسبوك. ولا يضمن نجاح باكر حصول نصار على التمويل. يقول نصار ” أعرف أن الأمر قد يبدو صعبًا، ولكن التمويل الذي حصلت عليه أكثر مرونة وسأجدده بعد انتهاء موعده (في 22 أيار/مايو).”

https://www.bue.edu.eg/

تتعهد بعض المواقع الإلكترونية بصحة وقانونية المشروعات المعلنة عليها. وعادة، تجبر هذه المواقع الإلكترونية المتقدمين على تحديد التمويل المطلوب، للتأكد من عدم استخدام هذه المنابر للحصول على الأموال بصفة مستمرة. 

في ظل سوق ديمقراطي، يوجد عنصر توعية للمشترين. ومثلها مثل أية معاملات تجارية على الإنترنت، قد يكون هناك محتالين يحاولون الاستفادة من حسن نوايا الآخرين، مما قد يضيع فرص الطلاب من أمثال نصار وباكر للحصول على التمويل لاستكمال دراستهم في الخارج.

يسعى محمد نصار، الفلسطيني من مدينة ‏قلقيلية في الضفة الغربية والبالغ من العمر 28 عامًا، كغيره من الشباب الطموحين في بلدته، إلى استكمال دراسته في الخارج ليزيد من فرص حصوله على عمل لاحقاً. لكنه يسلك طريقًا مختلفًا، إذ يحاول تأمين مصروفات تعليمه من خلال الحصول على تمويل جماعي لدراسته عن طريق موقع إلكتروني يُسمى بــ Indiegogo.

تحولت فكرة التمويل الجماعي – التي تساعد الناس على إيجاد التمويل لمشروعاتهم من خلال شبكة الإنترنت عن طريق طلب التبرعات المالية الصغيرة من عدد كبير من الأشخاص – من التركيز على تمويل المشروعات الناشئة إلى المشروعات الاجتماعية، مثل التعليم، وذلك من خلال مواقع إلكترونية مثل Adopt A Classroom أو Student Funder.

بعد دراسته للهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية، سعى نصار إلى تأسيس مدرسة للتصميم المعماري في مسقط رأسه. ولكنه شعر أن ذلك يتطلب المزيد من المعرفة الأكاديمية. فلقد كانت دراسته محدودة للغاية ولم يكن هناك متنفس تعليمي في بلده يشبع ولعه بالدراسة.

تقول ليلى قاروت أستاذة نصار في جامعة بيرزيت والتي تُدرس حاليًا في جامعة ويسكونسن في ميلواكي “كان محمد طالبًا شغوفًا بالدراسة وتعلم المزيد. وكان دائمًا يتحدى نفسه للقيام بالكثير من الأبحاث المستقلة، ولكن الفرص أمامه كانت محدودة.”

حلم نصار بالحصول على درجة الماجستير من مدرسة العمارة في الجمعية المعمارية في لندن، لكنها ستكلفه نحو 30,000 دولار أمريكي. تمثل الخيار الأقل تكلفة أمامه في مدرسة فرساي الوطنية للعمارة في فرنسا، حيث تبلغ تكلفة الدراسة المدعومة هناك حوالي 800 دولار أمريكي سنويًا، بينما تصل تكلفة المعيشة إلى 25,000 دولار أمريكي سنويًا.

يكافح نصار ليغطي بالكاد مصروفات المعيشة في فلسطين، لذلك يدرك أنه بحاجة إلى مساعدة ليتمكن من الدراسة في الخارج. وفي مثل هذه الحالات يصبح الحصول على منحة دراسية هو الخيار الأنسب، ولكنه  فضل جمع التمويل بنفسه، حيث يعتقد أن المنح الدراسية قد يكون لها اعتبارات سياسية في الضفة الغربية. فكما هو الحال في الكثير من البلدان العربية، يرى الطلاب الفلسطينيون أن المنح الدراسية تستهدف عائلات خاصة أو أشخاص لهم توجهات سياسية محددة. 

يقول نصار أنه أرسل 1400 بريد إلكتروني في كافة أنحاء العالم للحصول على وظيفة وتلقى عرضًا في شنغهاي ولكنه لم ينجح بسبب مشكلات تتعلق بالتأشيرة. ومن ثم اتجه للتمويل الجماعي، وحدد مبلغ 34,000 دولار أمريكي اللازم لتحقيق حلمه. 

يقدم نصار هدايا للمانحين، مثل قمصان عليها تصميماته تقديرًا لإسهاماتهم. ويمكن للمانحين أن يروا هداياهم كمشتريات باهظة الثمن أو كتبرعات قدموها وحصلوا مقابلها على هدايا، يقول “إنها الطريقة الأكثر ديمقراطية لتمويل دراستك…يمكنك اختيار الأسباب أو الخدمات أو المنتجات التي تريد تقديمها والهدف واضح.”

شرح تقرير للبنك الدولي الصادر عام 2011 بعنوان “إمكانيات التمويل الجماعي في العالم النامي” الكثير من المشروعات الاجتماعية والتي نجحت في استخدام الإنترنت لتخطي العقبات المالية. وبينما كان هذا المنبر في بداية الأمر يهدف إلى مساعدة رواد الأعمال على إيجاد مستثمرين، إلا أنه نجح أيضًا نظريًا في مساعدة الطلاب الباحثين عن ممولين لدراستهم. 

نجح بعض الطلاب بالفعل في استخدام هذه الطريقة، ومن بينهم رنا باكر من غزة في فلسطين التي تنهي حاليًا دراستها للماجستير في مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية التابعة لجامعة لندن.

استخدمت باكر موقع MyDonate وبعد حصولها على مكان في مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية التابعة لجامعة لندن، كان جمع مبلغ 25,000 دولار أمريكي هو آخر عقبة أمامها. رغبت باكر في الخروج من فلسطين، تقول “لقد انتقدت كثيرًا نظام التعليم الفلسطيني بسبب بعده كل البعد عن التعليم المشترك.”

بدورها، تقول قاروت “إلى جانب كونه أكثر ديمقراطية واعتمادًا على الذات، يعتبر التمويل الجماعي أكثر مرونة. يتسلم الكثير من الطلاب خطابات القبول بالجامعات بعد موعد التقديم للمنح الدراسية. وتعني مرونة التمويل الجماعي أيضًا أن طلاب المستقبل يختارون كيفية التسويق لأنفسهم. وهنا يمكن أن تتعقد الأمور. فإذا تحول التمويل الجماعي إلى وسيلة معروفة، سيصبح الأمر أكثر صعوبة على الطلاب لشرح حالاتهم وأسباب استحقاقهم للتمويل. وقد يكون عليهم تقديم شيء في المقابل.” 

فكر نصار في ذلك، وقرر أن يُصمم بعض المنتجات (مثل الأباريق والقمصان وإطارات الصور) معتقدًا أن المشترين سيدفعون أكثر لشراء هذه المنتجات إذا اقتنعوا بطموحاته وأحلامه. “قد يعتقد البعض أنني استخدم الابتزاز العاطفي لبيع منتجاتي، ولكنني لا أعبء بذلك، فطموحاتي أكبر بكثير.”

استخدمت باكر مهاراتها كصحفية وكاتبة مدونات في إقناع الممولين بطموحها الأكاديمي. يقول الاثنان إن التسويق هو الشق الأصعب. فلقد اعتمدا بشكل كبير على أصدقائهم ومعارفهم وحملاتهم المكثفة على تويتر وفيسبوك. ولا يضمن نجاح باكر حصول نصار على التمويل. يقول نصار ” أعرف أن الأمر قد يبدو صعبًا، ولكن التمويل الذي حصلت عليه أكثر مرونة وسأجدده بعد انتهاء موعده (في 22 أيار/مايو).”

تتعهد بعض المواقع الإلكترونية بصحة وقانونية المشروعات المعلنة عليها. وعادة، تجبر هذه المواقع الإلكترونية المتقدمين على تحديد التمويل المطلوب، للتأكد من عدم استخدام هذه المنابر للحصول على الأموال بصفة مستمرة. 

في ظل سوق ديمقراطي، يوجد عنصر توعية للمشترين. ومثلها مثل أية معاملات تجارية على الإنترنت، قد يكون هناك محتالين يحاولون الاستفادة من حسن نوايا الآخرين، مما قد يضيع فرص الطلاب من أمثال نصار وباكر للحصول على التمويل لاستكمال دراستهم في الخارج.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى