أخبار وتقارير

انتشار تعلم اللغة العربية في الولايات المتحدة الأمريكية

قرر لوك هولزابفيل، الطالب في السنة الأخيرة في قسم التاريخ الأوروبي في جامعة نيو هامبشير، دراسة اللغة البرتغالية في الكلية، إلا أن اكتمال العدد في دورة اللغة البرتغالية، دفعه لحجز واحد من الأماكن الأخيرة المتبقية في البرنامج التمهيدي لدراسة اللغة العربية. والآن يشعر لوك بالرضا عن هذا الاختيار.

يقول لوك “تعتبر القدرة على التحدث باللغة العربية من المهارات التي تزداد أهميتها؛ حيث تعتبر منطقة الشرق الأوسط من المناطق التي تشهد ازدهارًا في مجموعة متنوعة من المجالات.” وعلى الرغم من أنه يرى أن وجود فرص عمل في مجتمع الاستخبارات قد يكون أقصى ما يتطلع إليه الكثير من الطلاب العرب، ولكنه كثيرًا ما يسمع أيضًا عن فرص للعمل في وزارة الخارجية الأمريكية، بالإضافة إلى بعض الشركات الخاصة. ويضيف هولزابفيل “مع زيادة الصراعات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تزداد أهمية إتقان مهارات اللغة العربية في مجال الجهود الإنسانية.” ويقول هولزابفيل – وهو الآن طالب في السنة النهائية – أنه قد بدأ في دراسة دورة عن دراسات الشرق الأوسط، وأنه سعيد بهذه الفرصة التي كان سببها اكتمال العدد في فصل اللغة البرتغالية. 

تعتبر أعداد الطلاب الأمريكيين الذين يسجلون في دورات اللغة العربية في زيادة مستمرة. فحسبما جاء عن جمعية اللغات الحديثة، والتي تجري مسوحات حول أعداد الطلاب الدارسين للغات الأجنبية على المستوى الوطني، تعتبر اللغة العربية بلا شك أكثر اللغات الأجنبية نموًا في كليات الولايات المتحدة الأمريكية وجامعاتها.

في أعقاب الأحداث المؤسفة في 11 أيلول/ سبتمبر 2001، انتقلت اللغة العربية لأول مرة إلى قائمة أشهر 10 لغات أجنبية تُدرس في الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث زاد معدل دراستها بنسبة 126.5 في المئة في الفترة ما بين عامي 2002 و2006. وبحلول عام 2009، زاد التسجيل في دورات اللغة العربية مرة أخرى بنسبة 46.3 في المئة، وهي النسبة التي فاقت ثاني وثالث لغتين نموًا على مستوى الولايات المتحدة وهما: اللغتان الكورية والصينية، والتي سجلا 19.1في المئة و18.2 في المئة على التوالي. وبالنسبة لأحدث مسح أجرته جمعية اللغات الحديثة، والذي نُشر في عام 2010، احتلت اللغة العربية المرتبة الثامنة بالنسبة لأكثر اللغات دراسة في كليات الولايات المتحدة الأمريكية وجامعاتها، حيث شهدت دوراتها 35,083 تسجيلاً على مستوى البلاد.

اللغة العربية  من أشهر  بعض اللغات الأجنبية  المفضلة بالنسبة للطلاب:

في بعض الجامعات، مثل جامعة ولاية كاليفورنيا في سان برناردينو، يفوق التسجيل في دورات اللغة العربية غيرها من اللغات التقليدية. 

وتعليقًا على ذلك، يقول داني دويري، منسق برنامج اللغة العربية في جامعة ولاية كاليفورنيا في سان برناردينو شارحًا ما حدث في عام 2013؛ حيث زاد عدد الطلاب الدارسين للغة العربية عن نظرائهم الدارسين للغة الفرنسية للعام الثاني على التوالي “لقد تحول الميزان.” ويرى دويري أنه تحول مفهوم؛ حيث أضاف “تعتبر اللغة العربية لغة هامة، فنحن نعد الجيل الجديد لمواجهة التيارات العالمية. وبينما تعتبر اللغتان الإيطالية والألمانية من اللغات الجميلة والهامة، ولكن الطلاب الذين يجيدون التحدث بهما لا يستخدمونهما كما يفعل الطلاب الذين درسوا اللغة العربية.”

https://www.bue.edu.eg/

بدأت جامعة ولاية كاليفورنيا في سان برناردينو، والتي تتبع النظام الربع سنوي، في تقديم دورات اللغة العربية في عام 2001، فقط لثلاثة أقسام في السنة الأولى. وبعد ذلك تطور البرنامج لحوالي 58 دورة مختلفة، بما في ذلك أربع سنوات لدراسة اللغة، وذلك بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الدورات تُدرس باللغة العربية.

كما شهدت برامج اللغة العربية الأقدم – والتي كان الطلاب يقبلون على التسجيل فيها لسنوات، على سبيل المثال البرنامج الذي تقدمه جامعة جورج تاون – زيادة كبيرة في عدد الطلاب. قبل 11 أيلول/ سبتمبر 2011، كان هناك ما بين 125 إلى 150 طالبًا في جورج تاون مسجلين في دورات اللغة العربية في الفصل الدراسي الواحد. وتضاعف هذا العدد بعد 9/11 ليصل إلى 400 طالب في بعض الأوقات، على حد قول إيليوت كولا، رئيس قسم الدراسات العربية والإسلامية في جامعة جورج تاون. ويصل عدد الطلاب المسجلين حاليًا إلى حوالي 350 طالبًا. وتقول كولا “نحن نعتقد أن الاهتمام المفاجئ باللغة العربية قد انتهى، على الأقل حاليًا.” وأضافت “وستستمر حالة الثبات التي وصل إليها عدد الدارسين للغة العربية في الوقت الحالي. وكما هو الحال بالنسبة لكل اللغات غير الأوروبية، يرجع السبب وراء اهتمام الطلاب بدراسة اللغة العربية إلى الأحداث الحالية والخطاب الأمني والثورات العربية التي زادت من الاهتمام بالمنطقة العربية ولغتها.”

بدورها، تقول روا ماجد بوكورني، مدرس اللغة العربية في جامعة نيو هامبشير “بعد أحداث 11/9، بدأ الناس في الاهتمام باللغة العربية. فليس هناك من يتساءل “أين العراق؟” بعد الآن. يتمتع الطلاب بالذكاء والفطنة ويهتمون بالشئون الدولية، ومن ثم، فهم يعرفون جيدًا أن منطقة الشرق الأوسط تعتبر من المناطق الساخنة. وهم يريدون أن يصبحوا جزءًا من القرية العالمية.”

 دراسة اللغة العربية  أكثر شهرة بعد أحداث أيلول:

مما لا شك فيه ازدهر تدريس اللغة العربية بسبب زيادة الاهتمام العام بمنطقة الشرق الأوسط بعد 9/11 والتوترات الأخيرة التي شهدتها المنطقة. وتقول إليزابيث برجمان، المدير التنفيذي للجمعية الأمريكية لمدرسي اللغة العربية والأستاذ المشارك في اللغة العربية في جامعة ميامي في أوكسفورد بأوهايو، أن دراسات اللغة العربية – والتي كانت دومًا مرتبطة باهتمامات الأمن القومي في الولايات المتحدة الأمريكية – شهدت إقبالاً حتى قبل عام 2001. تقول برجمان “منذ أيام سبوتنك، بدأت الحكومة الأمريكية في دعم التدريب على اللغات الأجنبية في الولايات المتحدة الأمريكية. ووفر البند السادس من قانون التعليم للدفاع القومي لعام 1958 تمويلاً فيدراليًا للجامعات الأمريكية لتأسيس برامج للغات الأجنبية، وبصفة خاصة للغات غير الشائعة، مثل اللغة العربية.” ومن ثم، ارتفع معدل التسجيل في دورات اللغة العربية في الجامعات من 541 طالبًا في عام 1960 إلى 3466 طالبًا في عام 1980، حسب تقارير جمعية اللغات الحديثة. واستمر هذا العدد في الزيادة في العقدين التاليين. وأضافت برجمان “بعد أحداث 9/11، حدثت طفرة في الاتجاه لدراسة اللغة العربية. فبحلول سبتمبر 2002، أصبح جليًا للجميع على مستوى البلاد زيادة اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بالعالم العربي واستمر هذا الاهتمام. لذلك، احتجنا إلى المزيد من المعلمين، والمزيد من الفصول الدراسية، والمزيد من الكتب الدراسية، والمزيد من الموارد.”

 تمت الاستجابة إلى هذا الاحتياج جزئيًا من خلال البرامج الممولة من قبل مبادرة الرئيس السابق جورج بوش لتدريس اللغات الهامة للأمن القومي والتي أطلقها في عام 2006. وأعادت هذه المبادرة التأكيد على أهمية اللغة العربية باعتبارها “لغة حساسة”، ودعمت مجموعة متنوعة من المبادرات تدريس اللغة العربية للمعلمين والطلاب في المدارس والجامعات، بما في ذلك برنامج المنح الدراسية للغات الهامة، وبرنامج منح جيلمان، وبرنامج معلمي اللغات الهامة.

أما بالنسبة لجامعة نيو هامبشير، والتي بدأت في تدريس اللغة العربية اعتبارًا من عام 2005 استجابةً لرغبة الطلاب، فلقد كان دعم برنامج فولبرايت شديد الأهمية بالنسبة لقدرة الجامعة على زيادة برامجها لتدريس اللغة العربية. وتتذكر ماجد بوكورني قائلة “في كل خطوة كنا نفكر في التوسع، ولكن الاقتصاد والميزانية شكلا عقبتين كبيرتين. وفي العام الماضي، قررنا إضافة عام ثالث من دراسة اللغة العربية مع زيادة الإقبال عليها بشكل واضح. ولكننا فكرنا “أليس من الأفضل ألا نضطر للدفع؟” ونجحت الجامعة في استقدام أحد طلاب منحة فولبرايت من مصر إلى جامعة نيو هامبشير كمدرس مساعد للغة العربية، وبالتالي تمكن القسم من إضافة عام ثالث لتدريس اللغة العربية، وذلك لأول مرة. كما أضاف تعرف الطلاب على اللهجة المصرية ميزة أخرى للبرنامج. 

وتهدف بعض البرامج الأخرى مثل ستارتوك STARTALK وبرنامج الريادة لتدريس اللغات إلى تعريف طلاب المدارس باللغة العربية. وتقول وفاء حسن، أستاذ مساعد في جامعة وسترن ميتشيجن ومدير المشروع الرائد لمنهج اللغة العربية في المدارس أن الطلاب يحتاجون من خمس إلى سبع سنوات ليتمكنوا من استخدام اللغة العربية بشكل أكاديمي. يوفر تعليم اللغة العربية في المرحلة الثانوية للطلاب فرصة إتقان أساسيات اللغة عند دخول الكليات، ومن ثم الانتقال مباشرة إلى المستوى المتوسط أو المتقدم من دراسة اللغة. وكما هو الحال في جامعة نيو هامبشير، تدرك المزيد والمزيد من الكليات أهمية توفير فرص أخرى لدراسة اللغة تزيد عن عامين، وذلك للطلاب المتقدمين. وتقول حسن “نحن نرى زيادة في الفصول الدراسية المتقدمة والتي تم إعدادها لتعزيز اهتمام الطلاب باللغة وتشجيعهم، وهي: الثقافة العربية، والأدب العربي، والإعلام في الشرق الأوسط، والتي تُدرس كلها باللغة العربية.”

الروابط الثقافية تزيد من الاهتمام باللغات:

يزيد عدد الطلاب الدارسين للغة العربية بسبب اهتمامهم بالثقافة العربية أو ارتباطهم الشخصي باللغة، مثل الطلاب المسلمين أو الطلاب الذين يتحدث أحد والديهم اللغة العربية، ولكن لم تتاح لهم من قبل فرصة دراسة اللغة. 

ولكن برجمان ترى أن العدد الأكبر من الطلاب يدرس اللغة العربية لأسباب مهنية؛  تقول “على مدار السنوات القليلة الماضية، شهدنا طفرة في عدد الطلاب الذين يعتقدون أن دراسة اللغة العربية ستساعدهم على الحصول على فرص عمل.” وقد ثبتت صحة هذا الاعتقاد، وليس بالنسبة لدارسي اللغويات فحسب. وتقول وفاء حسن “تعتبر اللغة العربية من أهم اللغات في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يتعلق الأمر بالأسباب الأمنية أو العسكرية فحسب، ولكن أيضًا في مجال الأعمال؛ حيث تحتاج الكثير من الشركات الأمريكية التي تعمل في الشرق الأوسط إلى مهندسين أو متخصصين في مجالات أخرى يتحدثون العربية.”

وعن تجربتها الشخصية، تقول كلوي مدينة إريكسون، والحاصلة على درجة الماجستير في العمارة من جامعة ولاية مونتانا في عام 2000، والتي عادت إلى الجامعة لدراسة اللغة العربية لرغبتها في العمل في منطقة الشرق الأوسط “لقد فتحت دراستي للغة العربية أمامي المجال للحصول على وظيفتي الحالية.” تعيش إريكسون حاليًا في المغرب؛ حيث تعمل مهندسة معمارية في مجال الحفاظ وأسست جمعية غير هادفة للربح تركز على التنمية المجتمعية في ريف المغرب. وتقول إريكسون “إنهم يقدرون الجهد الذي بذلته لأتعلم لغتهم وأفهم ثقافتهم وأحاول التكلم معهم بنفس باللغة. ولقد استخدمت لغتي للتحدث مع شركائي في البرنامج، وفي كتابة العقود ،ومقابلة المسئولين في الحكومة المغربية. ولم أكن لأتمكن من القيام بهذا العمل لولا إجادتي للغة العربية.”

تعزيز برامج دراسة اللغة العربية في الخارج:

أدت زيادة عدد المسجلين في برامج دراسة اللغة العربية خلال العقد الماضي أيضًا إلى نمو المشاركة في برامج الدراسة في الخارج في المنطقة. وجاء في تقرير “الأبواب المفتوحة” الصادر عن معهد التعليم الدولي أن حوالي 2139 طالبًا في الجامعات الأمريكية قد درسوا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال العام الدراسي الذي سبق أحداث 9/11. ولكن هذا الرقم انخفض ليصل إلى 902 طالبًا في العام التالي، ثم استمر بعد ذلك في الزيادة على مدار العقد التالي. فخلال العام الدراسي 2010-2011، درس 7206 طالبًا في منطقة الشرق الأوسط، وهو عدد يراه المعهد معتدلاً حيث يشمل فقط الطلاب الساعين للحصول على درجات أكاديمية عن دراستهم في الخارج.

https://www.bue.edu.eg/

بالنسبة للطلاب الراغبين في الانغماس في دراسة اللغة، أوالتعرف على ثقافة جديدة، أو التدرب على لهجة محددة، يوجد هناك فرص أكثر من أي وقت سبق للدراسة في الشرق الأوسط. تجمع الكثير من جامعات الولايات المتحدة الأمريكية شراكات طويلة المدى مع كليات المنطقة، في حين تختار الجامعات الأخرى استخدام الشركات الخاصة لتنظيم لوجستيات البرامج التي تشرف عليها الكليات في الولايات المتحدة الأمريكية.

كما يسافر الطلاب بشكل مستقل إلى مراكز تدريس اللغات والجامعات في كافة أنحاء المنطقة. بالإضافة إلى زيادة الوعي حول فوائد الدراسة في الخارج، مثل إجادة اللغة وفهم الثقافات بشكل أفضل، تعتقد برجمان أن المزيد من الطلاب يتجهون إلى الدراسة في الخارج بسبب زيادة الاتجاه نحو التعلم التجريبي في الكليات والجامعات وزيادة فرص الحصول على المعلومات عن طريق شبكة الإنترنت.

وتضيف برجمان “فمثلاً عندما يتساءل الطالبى عن شكل الدراسة في عمان، يمكنه بسهولة الدخول على الإنترنت والاطلاع على الصور وقراءة المدونات التي يكتبها الطلاب الدارسين هناك. أما بالنسبة للمتخصصين في دراسة اللغة العربية مثلاً في جامعة جوروج تاون، تعتبر الدراسة في الخارج جزءًا من متطلبات البرنامج.” وتقول كولا “يعتبر البرنامج الذي نقدمه برنامجًا مكثفًا حسب المعايير الأمريكية، ولكننا نرى أن الإجادة التامة للغة تتأتى فقط عندما ينغمس الطلاب في الثقافة والمجتمع الذي يدرسون لغته.”

 كان لجامعة ولاية مونتانا السبق في هذا الاتجاه، عندما أبرمت في عام 1995 شراكة مع جامعة الأخوين في المغرب لتأسيس برنامج متكامل للدراسة في الخارج. فقد قضى جاب لافين، الحاصل على درجة البكالوريوس في الأنثروبولوجيا مؤخرًا من جامعة ولاية مونتانا، عامه الدراسي الأول في جامعة الأخوين حيث درس اللغة العربية وحصل بعدها على منحة بورين التي يمولها برنامج التعليم الخاص بالأمن القومي لاستكمال دراسته في مصر. ويقول لافين “لولا دراستي في الخارج، لما تمكنت من تعلم اللغة. فاللغة العربية أصعب من اللغات الأخرى. ولذا يحتاج أي دارس لهذه اللغة إلى السفر لأحد البلدان العربية لتعلم المفاهيم الثقافية المرتبطة بهذه اللغة. ومن ثم يستطيع إجادتها.”

في السنوات الأخيرة، تأثرت معدلات التسجيل في برامج التعليم في الخارج بالأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويعتمد هذا التأثير، سواءً إيجابيًا أو سلبيًا، على البلد. ففي حين، انخفضت معدلات التسجيل في بعض البرامج في مصر ولبنان، أو أغُلقت تمامًا كما هو الحال في سوريا، زادت معدلات التسجيل في البرامج التي تُدرس في الأردن وعمان. ويقول دافيد ويلمسن، رئيس قسم اللغة العربية ولغات الشرق الأدنى في الجامعة الأمريكية في بيروت، والتي تقدم برنامجًا مكثفًا لتدريس اللغة العربية كلغة أجنبية “تتأثر معدلات التسجيل بالأحداث الإقليمية؛ حيث تنخفض أعداد الطلاب مع حدوث أية اضطرابات في أوائل الفصل الدراسي.”

على الرغم من تضاعف أعداد المتقدمين للبرنامج الصيفي لدراسة اللغة العربية في الجامعة الأمريكية في بيروت في الفترة ما بين 2008 و2012، شهدت هذه الأعداد انخفاضًا كبيرًا في الصيف الماضي (63 طالبًا مقارنة بحوالي 80 أو 90 طالبًا في السنوات الماضية)، وذلك بسبب القلق من الحرب الأهلية الدائرة في سوريا. وعلى العكس، زاد عدد الطلاب المسجلين في مركز التعلم الدولي في عمان بثلاثة أضعاف، من 122 طالبًا في عام 2011 إلى 326 طالبًا في عام 2013. ويتوقع لاري براون، رئيس المركز وعميد الشئون الأكاديمية، زيادة الأعداد مرة أخرى في عام 2014، ويعزو ذلك إلى “التهديدات الأمنية الإقليمية والتي أدت إلى إعادة اكتشاف عمان القديمة الآمنة.”

المنح الدراسية وتأثيرها:

https://www.bue.edu.eg/

على مدار العقد الماضي، ومع زيادة اهتمام الحكومة الأمريكية باللغة العربية، تضاعف عدد المنح المقدمة لدراسة اللغة العربية في المنطقة وأصبحت أكثر تنافسية. بدأ برنامج المنح الدراسية لدراسة اللغات الهامة الممول من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، والذي يرسل الطلاب حاليًا إلى الأردن والمغرب وعمان، في عام 2006 بمجموعة مكونة من 86 طالبًا فقط. وفي السنوات الأخيرة، زاد عدد منح دراسة اللغة العربية إلى حوالي 175 -185 طالبًا، بمعدل قبول حوالي 11 في المئة.

تقول ألكسا سميث، الحاصلة على منحة عام 2012، أن لغتها العربية قد تحسنت كثيرًا خلال دراستها في المغرب. وتعتبر قصة سميث إحدى قصص النجاح للدراسة في الخارج؛ حيث تستخدم سميث اللغة العربية يوميًا من خلال عملها كمنسق لبرامج الطلاب الدولية في تكساس تك. تتعامل سميث مع الطلاب من الشرق الأوسط وتشعر سميث أن مهاراتها في اللغة العربية تتيح لها “فرصة التعرف على الطلاب بشكل أفضل والتقرب منهم بدلاً من الاكتفاء بالعمل الورقي فحسب.”

وعلى الرغم من تخصص سميث في اللغة الألمانية (حصلت بعد ذلك على درجة الماجستير في اللغة الألمانية)، ولكن اهتمامها بمجموعة من المهاجرين المهمشين دفعتها إلى اختيار اللغة العربية كلغة ثالثة؛ حيث تقول “أردت أن أفعل كل ما بوسعي حتى يتعرف الناس على جماليات الثقافة واللغة العربية. فعندما تقابل الناس وتتعامل معهم بشكل آدمي لائق، فلن يكون هناك مجال لاستمرار التعصب أو التذمت.”

وترى وفاء حسن أن الرغبة في فهم الثقافات المختلفة تعد من العوامل الأساسية التي تدفع الطلاب لدراسة اللغات الأخرى “يسعى الكثير من طلاب هذا الجيل إلى فهم الثقافة العربية والتواصل مع حوالي 350 مليون شخص متحدث بهذه اللغة. فلا يعقل أن نتجاهل هذا العدد الكبير.”

 فيكي فالوسيك: كاتبة مستقلة في واشنطن العاصمة. كتبت “إذا دعيت طالبًا أجنبيًا لمنزلك في عيد الشكر” حول تجربتها الشخصية في عدد نوفمبر- ديسمبر 2013 من مجلة التعليم الدولي.

Countries

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى