نصائح ومصادر

“أراب تيرم”: قاموس تقني على الإنترنت

يقوم “ أراب تيرم” ، القاموس التقني على الإنترنت، بترجمة المصطلحات التقنية بين أربع لغات: العربية والألمانية والإنجليزية والفرنسية.

يأتي القاموس كاستجابة جزئية لحاجة الفنيين والمهندسين الذين يضطرون إلى استعارة  الكلمات من لغات أخرى عوضاً عن خلق مفردات معادلة عربية مناسبة. فحين يتم استخدام مفردة فرنسية خاصة بجزء من أجزاء السيارة في الجزائر ومفردة مماثلة باللغة الإنجليزية في دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن التواصل بين مهندسي الميكانيك في كلا البلدين لن يكون سهلاً . إلا أن وجود مصطلح عربي مشترك يبدو حلاً مناسباً بحسب ما يعتقد مؤسسو ” أراب تيرم”.

يقول جويدو زيبيش، مدير المشروع  في الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (جي أي زد)، إن مواكبة التطورات الصناعية والتكنولوجية العالمية يمثل تحدياً في المنطقة العربية. مضيفاً أن الحصول على ترجمة احترافية ودقيقة وموحدة تساعد العرب على التفاعل بشكل أسرع والمشاركة بفاعلية أكبر في التطورات الدولية في المجالات التقنية.

ووفقاً لتقرير التنمية البشرية العربية لعام 2003، لا يمكن حدوث تبادل حقيقي للمعرفة في حال لم يتقن الأكاديميون وطلاب التعليم التقني استخدام المصطلحات التقنية بشكل دقيق. في عام 2008، بدأت منظمات العربية وألمانية تطوير “أراب تيرم” كأداة تواصل لجميع الطلاب العرب والمهندسين والأكاديميين.

إن سهولة الوصول إلى مصطلحات تقنية موحدة، يساعد التقنيين والأكاديميين على تبادل الخبرات والمعرفة بطريقة أفضل، كما أنه يفتح الباب أمام فرص أكبر للتعاون الإقليمي والدولي. يقول زيبيش ” إن الاستخدام المستمر لمصطلحات ذات مرجعية موحدة في التخصصات التقنية شرط لتحقيق تنمية اقتصادية عالمية أكثر استدامة”.

أطلقت” أراب تيرم” أربعة مجلدات حتى الآن؛ هندسة السيارات، والهندسة الكهربائية، والطاقة المتجددة، وهندسة المياه. تضم كل من هذه المجلدات قاعدة بيانات مع ميزة  البحث عن المصطلحات ذات الصلة والتي تمكن المستخدمين من الوصول، مجاناً، إلى ترجمات باللغات الأربع. يقول زيبيش إن قواعد البيانات قابلة للبحث وتقديم اقتراحات مختلفة للمفردات المطلوبة للتغلب على مسألة اختلاف اللهجات بين الدول العربية. كما يمكن للمستخدمين أيضا استخدام خدمة “يملي” والتي تمكنهم من كتابة كلمة باللغة العربية باستخدام الأحرف اللاتينية. وتشمل الخطط لهذا العام إضافة مجلدين اثنين عن النقل والبنية الأساسية والنسيج.

يتمتع القاموس أيضاً بخاصية التفاعلية، إذ  يتم تشجيع المستخدمين على المساهمة بنشاط في القاموس من خلال منتدى للنقاش يمكنهم من تبادل الخبرات وتقديم الاقتراحات أو طرح أسئلة مع مستخدمين آخرين.

دعم النقص اللغوي:

لم تتمكن اللغة العربية حتى الآن من مواكبة لغة الأعمال والتكنولوجيا الحديثة. فبحسب زيبيش، يتم ترجمة العديد من المصطلحات التقنية إلى اللغة العربية بصورة حرفية ومن دون منهجية واضحة.  يقول” [هذه] الممارسات تزيد من تحديات إيجاد معايير للمصطلحات التقنية التي تستخدم عادة في اللغة الإنجليزية”.

يتطلب إيجاد مفردات تقنية محلية مواكبة لمثيلاتها بالإنجليزية تكيفاً ثقافياً مع المضمون والمفاهيم العلمية والتغلب على التفاوت بين التطورات التكنولوجية في كل لغة. يقول زيبيش “بهذه الطريقة، يسهم ” أراب تيرم”، على المدى الطويل، بالتحول إلى ما يسمى مجتمع المعرفة العربي”.

ولضمان الدقة في التغلب على هذا النقص، تتولى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) مهمة ضبط إجراءات التعريب. حيث تعقد المنظمة مؤتمرات عامة خاصة بالتعريب يحضرها أكاديميون متخصصون باللغويات ومسؤولون من وزارات التعليم العربية لمناقشة الإجراءات واتخاذ القرارات ذات الصلة. يضم فريق “اراب تيرم” تسعة مترجمين محترفين، واثنين من المحررين مع خبير لكل تخصص يقوم بالمراجعة الدورية والإشراف على عملية إدخال وتحديث قاعدة البيانات.

يصدر المعجم بصورة مشتركة عن ألكسو والوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية في جمهورية ألمانيا الاتحادية، ويقوم بتنفيذه الوكالة الألمانية للتعاون الدولي بالتعاون مع مكتب تنسيق التعريب بالرباط نيابة عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.

 يلاقي المشروع ترحيباً واسعاً بين الخبراء.  يقول لورينز كروبفيتش، محاضر اللغة العربية في جامعة ماينز في جيرميرسهايم ومؤلف قواميس Langenscheidt العربية الألمانية، ” إن القطاع التقني في المنطقة هو الأقل توثيقاً من الناحية المعجمية”. مضيفاً ” أنا سعيد جداً بأن هذه الفجوة يجري الآن ملؤها من قبل مبادرة موجهة.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى