مقالات رأي

دليل لمتاهة النقاش حول الوصول المفتوح

قد يكون بعض القراء على إطلاع بالنقاش الدائر حالياً حول النشر المفتوح، وهي الحركة التي تزود الجمهور بإمكانية الوصول إلى للبحث العلمي من خلال الانترنت. قد يكون البعض قد سمع أيضاً بمجلة العلوم التي نشرت بعض الأبحاث التي أثبتت الجودة المنخفضة للمجلات ذات الوصول المفتوح، وذلك لأن نسبة كبيرة منهم قبلت ورقة معيبة بشدة للنشر. في الواقع، وكما علق العديد على مدونة في صحيفة الغارديان، فإن الأبحاث لم تثبت شيئاً من هذا القبيل، و ذلك لأنه في المقام الأول (وبالمفارقة) لم يتم إجراء الدراسة بطريقة سليمة تجريبيا. على أقل تقدير، لم يكن هناك اختبار لتجربة التحكم فيما إذا كان سيتم قبول نشر الابحاث المزيفة في المجلات ذات الوصول المغلق.

 هناك العديد من الأساطير والمفاهيم الخاطئة حول النشر المفتوح، بما في ذلك (ولكن ليس على سبيل الحصر):

 الاعتقاد الخاطئ الأول: أن مجلات الوصول المفتوح هي بطبيعتها أقل جودة. هذا ليس صحيحاً في جميع التخصصات،  هناك دراسات للحكم على نوعية مجلات الوصول المفتوح. (انظر هذا النقاش حول مستقبل النشر المفتوح.) إن نوعية المجلة هي دلالة على نوعية فريق التحرير والنظراء المراجعين لها، وكيفية الرد على مخطوطات المؤلفين. (انظر هذه النصيحة على الحكم على جودة مجلة الوصول المفتوح). كما أن نوعية المقال المنشور ليس لها علاقة بما إذا كان سينشر بمجلة ذات وصول مفتوح أو مجلة ذات وصول مغلق. إن معظم أزمات الجودة في النشر الأكاديمة تنبع من مراجعة الأقران، وليس ما إذا كانت المجلة مفتوحة أو مغلقة.

الاعتقاد الخاطئ الثاني: أن مجلات الوصول المفتوح تطلب من المؤلفين الدفع، وهذا بدوره يعني تلقائيا جودة أقل، حيث يدفع الناس للحصول على طريقة للنشر. هذا غير صحيح لأنه، أولاً، العديد من مجلات الوصول المفتوح لا تطلب من المؤلف أن يدفع، وثانياً، تطلب أيضاً بعض مجلات الوصول المغلق من المؤلف أن يدفع. وبالتالي، فالدفع غير مرادف للوصول المفتوح. وهناك نقطة ثالثة يتوجب إيضاحها وهي أنه، وفي معظم الحالات، وفقا لهذا المقال عن خرافات الوصول المفتوح، فإن الرسوم لا تدفع من قبل المؤلفين، ولكن من خلال مؤسساتهم أو مموليهم . وهذا يعني أن الكتاب أو المؤسسات الذين يعانون من نقص التمويل هم في وضع غير مناسب. احذورا مع ذلك من هذا السيناريو، والذي سمعت أنه حدث:

رفضت مجلة نشر تقديم لمؤلف، فقط حتى تعرض أن تنشره في مجلة ذات وصول مفتوح لقاء رسوم. يبدو أن هذا وضع فوز للناشر، لأنه يحافظ على جودة الفرق بين المواد المدفوعة والمجلات ذات الوصول المفتوح، ويتقاضون مبالغ للقيام بذلك. مثل هذا الوضع هو أيضا خسارة للمؤلف، الذي يقدم مادة قليلة الجودة تنشر في مجلة قليلة الجودة أيضاً، و يتكبد بعض المال للقيام بذلك.

 الاعتقاد الخاطئ الثالث: أن السبيل الوحيد لتحقيق الوصول المفتوح هو النشر عن طريق مجلة ذات وصول مفتوح (ما يطلق عليه أحيانا “الطريق الذهبي” ). في الواقع، هناك أيضا “طريق أخضر”، والذي يحدث عند النشر مع مجلة ذات وصول مغلق عادية (وبالتالي عدم التضحية بحريتك في النشر أينما تختار، مع أفضل المجلات الموجودة)، ولكن بعد الحصول على إذن لأرشفة نسخة من مخطوطة الشخص في قاعدة بيانات مفتوحة الوصول مؤسسية أو شخصية، وغالباً بعد الاتفاق على حظر النشر لبضعة أشهر أو سنوات. تقدم العديد من المجلات  هذا تلقائيا.

 سيتم نشر مدونة ثانية قريباً حول ما إذا كان ينبغي للباحثين العرب الاهتمام بهذا النقاش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى