مقالات رأي

كيف تدخل لعبة التصنيفات العالمية ببساطة!

هل أحبطتك نتائج التصنيفات؟ هل أنت ممثل لمؤسسة تعليمية رائدة في بلد غير غربي لم يذكر اسمه؟ هل أنت متعب من الشعور بعدم الثقة والأمان؟ وصلت إلى المكان الصحيح. إن تصنيف “آر إكس” (شركة محدودة مقرها في جزر العذراء) موجودة للتخفيف من عنائك.

 من خلال رسوم ضئيلة، يمكن دفعها بالمعادن أو بالعملة التشفيرية أو بالأسهم المنقولة في شركات الطاقة الوطنية في بلدك، يمكننا أن نضع حداً لعذاباتك كل خريف.  لن تتزامن بعد اليوم عطلتك السنوية مع موسم التصنيفات. بدلاً من ذلك، يمكنك ترهيب المنافسين لكون جامعتك ستنطلق باتجاه قوائم الجامعات العالمية. التفاصيل سرية طبعا. لكن ما يلي قليل من النصائح المجربة عبر الزمن لتحقيق النجاح.

افتتح كلية الطب: التركيز على المنشورات و”التأثيرات” في التصنيفات يخدم بدون شك التخصصات التي تنشر بشكل متكرر، مقالات قصيرة متعددة المؤلفين بدلا من تأليف كتاب واحد طويل. فلا أحد ينشر أكثر من الباحثين في مجال الطب. هل تتساءلون ما الذي يدفع جامعات مثل جونز هوبكنز أو كلية لندن نحو المراتب العليا؟ إنها كلية الطب.

 تخلص من كلية العلوم الإنسانية: الفنون، وعلى الرغم من كونها عنصراً أساسياً للوجود المتحضر، هي العدو عندما يتعلق الأمر بالتصنيفات. ليس الأمر متعلقاً فقط بالشعراء والموسيقيين والمؤرخين والمتخصصين بالإنسانيات بل عموماً بجميع الاختصاصات مثيرة المشاكل المحتملين في اجتماعات هيئة التدريس، هؤلاء لا وزن لهم على الإطلاق في التصنيفات. وإلا لماذا تحصل الكليات التقنية لا معاقل الفنون الليبرالية باستمرار على مركز متقدم جدا؟ إذا تخلص من جذور الأغصان الميتة! على الأقل ينبغي أن تكون فيلسوفاً حول ذلك.

 كن انكليزياً:  حصلت أربع جامعات في انكلترا على مراكز متقدمة ضمن الجامعات العشر الأولى في التصنيف العالمي QS: أكسفورد، كامبريدج، امبريال كوليدج وكلية لندن.. ومع إدنبره وكلية الملك في لندن تدخل إلى المراكز العشر التالية. ووضع تصنيف تايمز للتعليم العالي جامعات أكسفورد وكامبريدج وامبريال ضمن العشرة الأوائل. جميع هذه المؤسسات ممتازة، ولكن من الجدير بالذكر أن QS والتايمز مقرهما في بريطانيا. وكلاهما أيضاً يعلقان أهمية كبيرة على “السمعة” وبالطبع فمن المنطقي أن الجامعات البريطانية ستكون عالية السمعة في بريطانيا. (بلا شك فإن استطلاع رأي الفرنسيين سيثمن كلية الفنون التطبيقية (بوليتيكنيك) أو الكلية العليا (إيكول نورمال سوبريور) واللتين حصلتا على 12 جوائز نوبل و10 ميداليات تخصصية). أما تصنيفات شنغهاي جياو تونغ، التي لا تشمل السمعة، سمحت فقط لأكسفورد وكامبريدج بالدخول ضمن المراكز العشرين الأولى. المراكز هذه أميركية حصراً حتى تصل إلى المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا في المكانة 20.

 إذا لم يكن بإمكانك أن تصبح إنكليزياً، بإمكانك دوما التدريس باللغة الانكليزية. قد يبدو هذا مربكاً لمواطنين بلدك. ولكن إمكانية قيام أعضاء الهيئة التدريسية بالنشر باللغة الانكليزية يسهم بقوة في التصنيف خاصة وأن اقتباس قاعدة البيانات ليس على مستوى جيد في اللغات الأخرى. قد يتسبب التحول للغة الانكليزية باستبعاد بعض الطلاب المحليين، ولكنه يجذب طلاباً أجانب خاصة في الدول التي تعتبر فيها الانكليزية لغة ثانية وحيث تكون جامعاتهم إما ذات قدرة تنافسية عالية أو تعاني من نقص في التمويل. في التجارة، نحن نسمي هذا “التدويل”.

 لا تحاول أن تشبه هارفرد: باعتبارها العلامة التجارية الأكثر احتراماً في التعليم عالميا ، هذا الصرح العلمي على ضفة نهر تشارلز غالباً ما يتم تقليده من قبل مؤسسات أقل حجماً. هذا النهج مفهوم، توظيف أساتذة مرموقين نجحوا في أماكن أخرى هو الوسيلة لجعل جماعة جائزة نوبل في شنغهاي جياو تونغ يستنفرون ويلاحظون. ولكن هذه الاستراتيجية هي شبه مضمونة في أن تفشل. فهارفرد لم تجمع 33 مليار دولار بين ليلة وضحاها، ومثل أي لاعب بوكر استطيع القول إنها فكرة سيئة أن تبدأ حرب القمار مع من جيوبه مليئة أكثر من جيوبك.

بالطبع هناك جامعات لديها تقاليد عريقة تجعل من هارفرد وكأنها انضمت حديثا إلى المجموعة. يعود تأسيس جامعة الأزهر في القاهرة كمدرسة إلى عام 988، في حين تقول المغرب أن جامعة القيروان في مدينة فاس أقدم من ذلك. ولكن مثل بولونيا في إيطاليا وسالامانكا في إسبانيا فإن المؤسستين العربيتين الجليلتين قديمتان ولكن ليستا ثريتين. غير أن نجاح كل من أوكسفورد وكامبريدج يوحي بأن الثراء يحدث كل الفرق.

د.د. غوتبلان مراسل لندن لمجلة نايشون، ويكتب عن التعليم لنيويورك تايمز انترناشيونال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى