أخبار وتقارير

بداية غير موفقة للعام الدراسي في مصر

القاهرة – بدأ العام الدراسي الجديد عنيفا في العديد من الجامعات المصرية، إذ اندلعت موجة من الاحتجاجات وأحداث العنف داخل الحرم الجامعي لتعكس حجم التوترات بين أنصار الحكومة المدعومة من الجيش ومؤيدي جماعة الإخوان المسلمين.

 وأصيب 11 طالبا بجروح نتيجة الاشتباكات التي اندلعت في يوم واحد فقط في جامعة الزقازيق بمحافظة الشرقية، مسقط رأس الرئيس المخلوع محمد مرسي. كما نظم الطلاب المؤيدون لجماعة الإخوان المسلمون مظاهرة خارج الحرم الجامعي، قابلها مظاهرة مؤيدة للحكومة انتهت باندلاع اشتباكات بين الطرفين استخدمت فيها العصي والحجارة. وبنهاية المطاف، تمكن أفراد الأمن في الجامعة من فك الاشتباك، وفقا لتقارير إعلامية منها وكالة الأنباء المصرية الرسمية.

 من ناحية أخرى، قال مسؤولون حكوميون إن بعض الجامعات فتحت أبوابها للطلاب من دون حدوث أي مشاكل. وحرص مديرو الجامعات على اتخاذ مجموعة من التدابير الأمنية، مثل تركيب كاميرات مراقبة، بوابات إلكترونية، تدريب حراس الأمن الخاص ومناقشة أهمية التوازن بين السماح للطلاب التعبير عن أنفسهم مع التأكيد على عدم توقف العملية التعليمية.

 ومع افتتاح العام الدراسي، ظهر عصام العريان، القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين والمتواري عن الأنظار، في شريط فيديو أذاعته قناة “الجزيرة” ناشد فيه الطلاب بقوله “أحيي مثابرتكم. . وأدعوكم إلى التوحد كجسم واحد ضد الانقلاب العسكري، ضد الانقلاب الفاشي”.

 وفي جامعة بني سويف، الواقعة على بعد حوالي 115 كيلومترا جنوبي القاهرة، ألقى الطلاب الإسلاميين الحجارة على قوات الجيش والشرطة المتمركزين قبالة الحرم الجامعي، مما دفع الشرطة إلى إطلاق النار في الهواء لتفريقهم. كما تم القبض على اثنين من الطلاب.

 وشهدت جامعة القاهرة، التي تقع بالقرب من الاعتصام الذي تم فضه بعنف من قبل قوات الأمن في 14 آب/أغسطس، العديد من المظاهرات دعت إليها مجموعة تسمي نفسها “طلاب ضد الانقلاب”.

وفي احتجاج منفصل، قام طلاب كلية الهندسة بأداء صلاة الغائب (وهي الصلاة على المتوفي في غياب الجثمان)على أرواح الذين لقوا مصرعهم خلال اشتباكات آب/أغسطس.  وردد طلاب جامعة القاهرة هتافات مناهضة للحكم العسكري رافعين لافتات صفراء كتب عليها “ستكون مصر حرة”، “إطلاق سراح المعتقلين” و”نحن لن نستسلم لليأس.. سنحقق النصر أو الموت”. كما ارتدى العديد منهم قمصانا صفراء تحمل رمز أربعة أصابع في إشارة إلى أنصار الرئيس مرسي الذين اعتصموا في ميدان رابعة العدوية وسط القاهرة قبل فض اعتصامهم من قبل قوات الأمن في 14 آب/أغسطس.

 وفي وقت لاحق، تصاعدت حدة الاشتباكات في جامعة القاهرة بين الطلاب من أنصار مرسي ومعارضيه. وهتف طلاب الإخوان المسلمون “يسقط حكم العسكر”، “الانقلاب هو الإرهاب” و”رابعة رمز للمقاومة”. في حين ردد الطلاب المعارضون لمرسي هتافات مثل “الإخوان إرهابيون”.

 وقال سامح الناحي، عضو في اتحاد الطلاب في جامعة القاهرة، إن طلاب الإخوان المسلمين يثيرون الشغب في الجامعات لأنهم يشعرون بأنهم هزموا في مكان آخر. ويعتقد الناحي أن هؤلاء الطلاب “يحاولون نشر معلومات خاطئة بين الطلاب غير المسيسين عن فظائع ارتكبت ضدهم منذ الإطاحة بمرسي”، مضيفا “هذا يزيد  من حالة الاستقطاب في الجامعات”.  إلا أن الناحي أكد أن قوة جماعة الإخوان المسلمين في أوساط الطلاب في جامعة القاهرة هي أقل مما هي عليه في جامعات الريف مثل المنصورة أو طنطا، حيث تستخدم الجماعة “لافتات دينية لإرضاء المتدينين بالفعل هناك”.

 في جامعة المنصورة، وقعت اشتباكات بين طلاب يؤيدون مرسي وموظفين من الجامعة، بعد منعهم من رسم رمز الأصابع الأربعة على جدران المبنى. وقال أحمد جلال، وهو موظف في الجامعة، “اندلعت اشتباكات في مقر كلية الطب بين الموظفين والطلبة المؤيدين لمرسي وأصيب بعض بضع الموظفين بجروح”.

 ونظم عشرات من طلاب الطب في جامعة عين شمس احتجاجا دعوا من خلاله إلى الإفراج عن زملائهم الذين اعتقلوا عندما كانوا يسعفون مصابين في أحداث العنف في ميدان رمسيس في القاهرة في 16 آب/أغسطس، والتي خلفت نحو 97 قتيلا والكثير من المعتقلين.  وردد الطلاب شعارات “نحن أطباء.. لسنا إرهابيين”. وقد أكد “طلاب ضد الانقلاب” أن احتجاجهم سيقام بشكل يومي إلى حين الإفراج عن زملائهم.

 وقال حازم خاطر، وهو طالب سلفي في جامعة الأزهر وأحد أنصار حركة “صامدون” المؤيدة لمرسي، إنه تم تأجيل بدء العام الدراسي حتى 5 تشرين الأول/أكتوبر، مضيفا “الأمن يعرف أن طلاب الأزهر من المعارضين الأشداء، حتى أولئك الذين لديهم انتماءات سياسية مختلفة سيحاربون من أجل دينهم”.  وأضاف خاطر، الذي شارك في التحركات الداعمة لمرسي في آب/أغسطس في ميداني النهضة ورمسيس، “نحن لا نريد أن نتورط في اشتباكات مع زملائنا، هدفنا هو الشرطة والجيش الذين خطفوا البلاد”.

 وكان نحو 300 طالب من كليات الهندسة والقانون في جامعة طنطا قد نظموا مسيرات للمطالبة بالإفراج عن زملائهم الذين كانوا يحتجون ضد ما وصفوه بـ”انقلاب عسكري”.

 “اعتقل حوالي 80 طالبا من جامعة طنطا لأكثر من 60 يوما”، قال محمد عبد الله، أحد المشاركين في الاحتجاجات، مضيفا “سنواصل الاحتجاج حتى يتم إطلاق سراحهم”.

https://www.bue.edu.eg/

في جامعة حلوان، أعرب نائب الجامعة سمير الدمرداش عن قلقه إزاء الوضع الأمني ​​في مصر، قائلا “إذا لم يكن هناك أمن، لن يتمكن الطلاب من الدراسة”.

 وقال أحمد غنيم، المتحدث باسم حركة طلاب ضد الانقلاب، في جامعة القاهرة، إن مظاهرة تضم ما يقارب من ألفي طالب انتقلت من كلية العلوم إلى كلية القانون، مؤكدا أن الاحتجاجات في جامعة القاهرة كانت سلمية، وستستمر حتى “يتم إنهاء الانقلاب”. واستجاب بعض الطلاب لدعوات الإخوان المسلمين للعصيان المدني، حيث لم يلتحقوا بفصولهم الدراسية.

 بشكل منفصل، وفي حادث لقي اهتماما إعلاميا واسعا، أحبطت قوات أمن حرم جامعة القاهرة محاولات بعض طلاب الإخوان المسلمين المتشددين لمهاجمة مفتي مصر السابق علي جمعة خلال حضوره مناقشة رسالة دكتوراه لأحد أعضاء هيئة التدريس في كلية دار العلوم في الجامعة. وتتهم جماعة الإخوان المسلمون المفتي السابق بأنه أعطى مباركته لعمل عسكري ضدهم. قال غنيم إن الطلاب هتفوا ” يجب على المفتي مغادرة مقر الجامعة، إلا أنه لم يتخذ أي إجراء سواء من قبل الطلاب أو المفتي”.

 وتعرض المفتي السابق لانتقادات واسعة من قبل الإسلاميين لإعطاء مباركته لإسقاط نظام الرئيس السابق محمد مرسي. وبعد الحادث الذي وقع في جامعة القاهرة، ندد جمعة بما وصفه بـ”شباب الإخوان المخدوع” الذين تعرضوا “لغسل دماغ من قبل أكاذيب قادة الجماعة”.

 ويبقى الترقب سيد الموقف لمعرفة ما إذا كانت الاحتجاجات داخل الجامعات ستهدأ مع استمرار العام الدراسي أم لا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى