أخبار وتقارير

انتخابات اتحاد طلاب مصر.. الديموقراطية على المحك

القاهرة- حمل الإعلان عن نتائج انتخابات اتحاد طلاب مصر إشارات إيجابية على إمكانية ممارسة ديموقراطية حقيقية داخل الجامعات بعيداً عن الهيمنة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين. إلا أن الجدل الحاصل مؤخراً حول آلية احتساب أصوات الناخبين قد يعصف بالانتخابات برمتها.

 إذ تم إحالة قرار إقرار نتائج الانتخابات إلى محكمة إدارية بعد احتجاج طلاب الإخوان على آلية الانتخاب، والذين كانوا يطالبون بنظام تصويت يفوز فيه من يحصل على الأغلبية المطلقة للأصوات مهما كانت النسبة، فيما الطلاب غير الإسلاميين أرادوا أن يؤخذ بالتصويت على الانتخابات بطريقة 50+1.

 “لا يوجد نص باللائحة الطلابية يحدد آلية لاعتماد نسبة التصويت سواء بأغلبية الثلثين أو بأغلبية 50+1،” يقول هشام أشرف، رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة.

 في المقابل، قالت جماعة الإخوان في بيان صدر في 12 نيسان/أبريل أنها لم تسعَ لتعطيل الانتخابات إلا أن الآلية التي كانت ستستخدم  في احتساب الأصوات “غير قانونية ومخالفة للائحة الطلابية التي تم إقرارها العام الماضي”.

 وقد أدت الانتخابات الطلابية التي أجريت في كافة الجامعات الحكومية المصرية في آذار/مارس الماضي إلى فوز مفاجئ للأحزاب الليبرالية والمجموعات الطلابية المعارضة لجماعة الإخوان.

 ويبلغ عدد إجمالي مقاعد مجلس اتحاد طلاب مصر 50 مقعداَ يتكون من رؤساء ونواب رؤساء الاتحاد بالجامعات، حصد منها الطلاب المستقلون 19 مقعدا بينما حصد طلاب الإخوان 17 مقعدا، بما فيها مقعدين من جامعة الأزهر، بحسب تقرير مؤسسة حرية الفكر والتعبير وهي منظمة محلية غير حكومية قامت بمراقبة الانتخابات.

 وحصل على المقاعد المتبقية طلاب منتمون لحزبين سياسيين معارضين هما حزب الدستور الليبرالي وحزب مصر القوية، فضلا عن طلاب الأحزاب السلفية وطلاب قائمة صناع الحياة وهي منظمة خيرية يديرها شيخ إسلامي. وقد فوجئ مراقبو الانتخابات بالنتائج الجيدة التي أحرزتها الأحزاب المعارضة نظرا لأنها الانتخابات الأولى التي تشارك فيها.

 “عملية التصويت تمت بطريقة قانونية وشفافة وعلنية في معظم الجامعات”، تقول وئام مختار مديرة برنامج الحرية الأكاديمية بمؤسسة حرية الفكر والتعبير. وتضيف “لم يكن هناك تدخل للدولة وأجريت الانتخابات بشكل كامل من قبل الطلاب”، مشيرة إلى أنه نحو مليوني طالب كان لهم حق التصويت في هذه الانتخابات.

 في ظل النظام السابق، كانت انتخابات اتحاد الطلاب تعقد تحت إشراف صارم من قبل أجهزة الدولة، الأمنية منها على وجه الخصوص. كما أن انتخابات العام الماضي قوطعت من قبل العديد من القوى السياسية بسبب إجرائها وفقا للائحة الطلابية القديمة.

يذكر أنه تم تعديل اللائحة الطلابية التي تنظم انتخابات وعمل اتحادات الطلاب في الجامعات الحكومية المصرية في شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، وأقرها مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للجامعات في شهر كانون الثاني/يناير الماضي. إلا أن اللائحة الجديدة لاقت انتقادات واسعة من أحزاب المعارضة التي اتهمت جماعة الإخوان المسلمين بإعدادها وتمريرها دون حوار مجتمعي حول التعديلات الجديدة.

 ووفقاً لنظام الانتخابات الجديد، فإن العملية الانتخابية تجري وفقاً لخمس مراحل، يقوم الطلاب بالتصويت فقط في المرحلة الأولى منها.

 ويقول كمال محمود أحد منسقي حملة قائمة المستقلين في جامعة قناة السويس “الطلاب صوتوا لنا نحن المرشحين المستقلين لأنهم بحاجة لإتحاد طلاب يقدم لهم خدمات وأنشطة حقيقية ويعبر عن صوتهم وليس صوت الأحزاب السياسية التي تريد أن تستغل الجامعات لمصالحها الخاصة”.

 وخلال الأشهر القليلة التي سبقت الانتخابات بدأت مجموعات من الطلاب المستقلين حملات داخل الجامعات وعلى مواقع التواصل الإجتماعي وخاصة موقعي فيسبوك وتويتر لحث الطلاب على المشاركة في الانتخابات بشكل إيجابي.

 “لا للاستقطاب السياسي”، “تعالوا نوحد صوتنا ونبني جامعتنا” كانت بعضاً من الشعارات التي تم رفعها خلال الحملات الدعائية للمستقلين في الانتخابات.

 “التصويت لقوائم المستقلين هي ظاهرة جديدة من نوعها في انتخابات اتحادات الطلاب في مصر”، كما تؤكد مختار ، “وهذا مؤشر على رغبة أغلبية الطلاب الحقيقية في الهروب من الصراع السياسي في بلاد، والتركيز على عدم استغلالهم في اللعبة السياسية بين الحكومة والمعارضة”.

 ويوافق محمود، منسق الحملة، على ما تقوله مختار قائلا “ليست هناك حاجة لاستخدام الاتحادات الطلابية في السياسة بعد الآن”، مؤكداً أنه “حان الوقت لإنشاء اتحادات طلابية مهنية مماثلة لتلك التي في الجامعات الغربية”.

 وبسبب تأخير اعتماد اللائحة فإن عمر اتحادات الطلاب التي تم انتخابها على مدى الشهر الماضي لن يكون أكثر من 80 يوما – في حال إقرار النتائج من المحكمة – حيث ينتهي عمرها مع العام الدراسي الحالي في حزيران/يونيو. ومن المقرر إجراء انتخابات جديدة مع بداية العام الدراسي المقبل في أيلول/سبتمبر.

 وتقول مريم رضا إحدى الطالبات في الفرقة الرابعة بكلية التجارة جامعة الإسكندرية، أنها قامت بالتصويت للمستقلين لأن لديهم برنامجا انتخابيا يوفر لها عددا من الأنشطة العلمية والإجتماعية التي قد تساهم في إكسابها العديد من المهارات التي تريد أن تتخرج من الجامعة بها. وتشمل هذه الأنشطة تنظيم ورش عمل حول مهارات الاتصال، كتابة السيرة الذاتية، وإقامة معارض للوظائف تسمح للطلاب بلقاء أرباب العمل في الشركات الكبرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى