أخبار وتقارير

الانتخابات الجامعية التونسية تقلب موازين القوى

سجلت القوى اليسارية غير الإسلامية فوزاً مفاجئاً في الانتخابات الطلابية في تونس، في إشارة واضحة إلى تراجع نفوذ حركة النهضة في مقابل زيادة اهتمام الطلاب في ممارسة الديموقراطية في الجامعات.

 وقال أستاذ القانون والعلوم السياسية في جامعة تونس مولود يحيى باشا “لدى الطلاب الآن قناة للتعبير عن آرائهم حول البرامج الأكاديمية، الامتحانات والبحث الجامعي”.

 وكان حزب النهضة قد حقق فوزا ساحقا قبل أقل من خمسة أشهر في انتخابات الجمعية الوطنية التأسيسية، إلا أن قوته في الجامعات على الأقل تبدو في انحسار.

 ففي انتخابات المجالس العلمية والجامعات التي جرت الشهر الماضي، حصل الاتحاد العام لطلبة تونس على 250 مقعدا من أصل 284 في حوالي 40 مؤسسة تربوية. في حين لم يتمكن الاتحاد العام التونسي للطلبة، الذي يمثل التيار الإسلامي، من الحصول على أكثر من 34 مقعدا في الانتخابات التي هيمنت عليها المشاركة الذكورية.

يشار إلى أن 108 طالبة من أصل 1338 مرشحا تنافسوا على مقاعد المجلس خلال الانتخابات.

 في هذا الإطار، قال عبد الوهاب الحناشي ماجستير فلسفة بكلية ابن شرف تونس إن هذه الانتخابات “محاولة لنزع الهيمنة السياسية عن الطلاب”، مؤكداً أنها تمت في ظروف ديموقراطية والترشح كان عن طريق التصويت والأجدر هو الذي فاز فيها.

 وقال بيان للاتحاد العام لطلبة تونس بعد الفوز إن نتائج انتخابات ممثلي الطلبة في المجالس العلمية أثبتت “فشل المراهنة على محاصرة الجامعة واختراقها عبر منظمات حزبية تتغلف بغلاف نقابي” مؤكداً أن الحل في التعاطي مع الشباب الطلابي “يكون عبر الحوار الجاد والمسؤول وإشراكه في جميع القضايا الطلابية والجامعية”.

 قبل الثورة التونسية، كان النشاط النقابي داخل الجامعات شبه ممنوع وحكر على طلبة الحزب الحاكم بحسب ما قال محمد أيمن الشايب، رئيس مكتب إعداد المؤتمر للاتحاد العام التونسي للطلبة، الذي سُحب ترخيصه أكثر من مرة في الماضي من قبل النظام لمنعهم من المشاركة في الانتخابات الطلابية، “الآن، نحن عدنا”.

 وكشف الشايب أن الأسباب الكامنة وراء هزيمة حزبه كانت عدم معرفة العديد من الطلاب بمواعيد الانتخابات، وقال “هناك حملة ضدنا”، مضيفاً “قالوا إننا متشددين وناطقين باسم الحزب الحاكم الحالي”. وأشار الشايب إلى أنه تم رصد عدد من التجاوزات من قبل الإداريين والأساتذة الذين عملوا على دفع الطلبة الى اختيار القوائم الأخرى في الوقت الذي كان يجب عليهم التزام الحياد، بحسب تعبيره.

 وفي الوقت الذي أكد فيه الشعار الرئيسي للاتحاد العام لطلبة تونس الفائز في الانتخابات، أن الجامعات يجب أن تكون للجميع، طالب الطالب بكلية الحقوق والاقتصاد والتصرف في جامعة جندوبة وعضو من الحزب الفائز رائد الغنجاتي الاتحاد بالعمل على استعادة المبادئ الأساسية التي ينبغي أن تحكم الحياة الجامعية والتي تم الإعلان عنها لأول مرة في سبعينيات القرن الماضي والتي تتمثل في تمكين الوصول الواسع إلى الجامعات، ونشر القيم الديموقراطية، ودعم الجامعات بوصفها ركنا  للثقافة الوطنية.

 “فزنا في الانتخابات، لكننا نحترم الاختلاف في الرأي وسنعمل على زيادة الوعي لدى الطلاب وتشجيعهم على المشاركة في الشؤون العامة،” يقول الغنجاتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى