نصائح ومصادر

منح دراسية لا تلائم احتياجات السوريين

لندن- يشتكي الشباب السوريون في لبنان والأردن وتركيا من محدودية المنح الدراسية المتاحة لهم سواء في العدد أو في مجالات الدراسة، مما يدفع بالكثيرين منهم لدراسة اختصاصات لا تناسبهم أو تثير اهتمامهم أو غير مرتبطة بدراستهم السابقة بحسب تقرير تم إطلاقه الأسبوع الماضي من قبل المجلس الثقافي البريطاني في مؤتمر نحو العالمية السنوي.

أشاد مسؤولو برامج المنح الدراسية  بتركيز التقرير الجديد على الطلاب. قال كارستن والبنر، مدير برنامج آمال الذي قدم 300 منحة دراسية للطلاب اللاجئين حتىالأن، “تؤكد نتائج التقرير ما نعرفه واختبرناه  في برامجنا. التقرير مهم لكونه يركز على الطلاب، ونحن بحاجة إلى إعادة النظر في ما نقدمه للتأكد من فعاليته.”

تقدم العديد من المؤسسات الدولية ومؤسسات التعليم العالي برامج منح دراسية للاجئين منذ عام 2015. خلال العام الماضي، ارتفع عدد المنح الدراسية المتاحة للطلاب السوريين  كثيراً. مع ذلك، لا تلبي هذه الزيادة احتياجات الطلاب خاصة مع تسرب العديد منهم بالفعل من بعض برامج المنح الدراسية لأسباب مختلفة، منها شعورهم باليأس من إمكانية العمل بصورة قانونية بعد التخرج. (إقرأ أيضاً: أبواب مواربة أمام عمل السوريين في لبنان والأردن).

وبحسب التقرير الجديد، فإن الكثير من الشباب السوريين أعربوا عن اهتمامهم باستكمال دراستهم العليا. إذ يعتبر الطلاب التعليم وسيلة لكسب العيش والمساهمة في إعادة بناء بلدهم في المستقبل. لكن التقرير أشار إلى أن الشباب السوريين  يشعرون بخيبة الأمل لأن المنح الدراسية غالباً ماتضم جامعات محددة، مما يتطلب وقتاً كبيراً للوصول إليها ( نحو ساعة ونصف إلى ساعتين للوصول ومثلهما للعودة) و يزيد من صعوبة حياتهم وربما يزيد من حجم المخاطر الأمنية التي يواجهونها. كما لا ترغب الطالبات تحديداً بالعودة في وقت متأخر. انتقد اللاجئون أيضاً الشروط المالية لمنحهم الدراسية، والتي تغطي عموماً التكاليف المباشرة للتعليم مثل الرسوم الدراسية لكن في كثير من الأحيان لا تشمل مصاريف أخرى مثل الكتب أو الإقامة أو نفقات السفر. وقال الطلاب أيضاً إنهم غالباً ما يعانون من تأخر في تسديد رسوم جامعاتهم من قبل مانحيهم.

قالت كاثلين فينشام، المحاضرة في التربية والعلوم الاجتماعية في جامعة سانت ماري في لندن والتي قامت بوضع التقرير، “ليست المشكلة في نقص في فرص التعليم العالي، لكنها أكثر في توفر المزيد من المنح الدراسية المناسبة والتي يمكن للشباب حقاً الإستفادة منها.”

تم إجراء الدراسة بصورة نوعية اعتماداً على مقابلات مع 178 شاب وشابة سوريين في لبنان والأردن وتركيا. وتم جمع البيانات الخاصة بالتقرير من خلال مراقبة المشاركين، والمقابلات شبه المنظمة، ومجموعات النقاش للكشف عن تصورات اللاجئين السوريين عن فرص التعليم العالي.

قالت فينشام “استخدمت هذه الأساليب البحثية بهدف تمكين وجهات النظر المحلية والفردية والمهمشة من الظهور والتعبير عن نفسها.”

لم يُغفل التقرير أصوات النساء حيث تمت مقابلة نحو 80 شابة سورية. كما أظهر التقرير الاختلافات في وجهات النظر بشأن التعليم بين الجنسين. فعلى سبيل المثال، قال الشباب في البلدان الثلاثة جميعها إن التعليم العالي وسيلة لتأمين فرص عمل أفضل. في المقابل، قالت الشابات إنهن لايمتلكن أهداف مهنية محددة لكنهن يرغبن بمواصلة تعليمهن العالي لحبهن للمعرفة ولأنهن  يعتقدن أن التعليم سيجعلهن أفضل في تربية أطفالهن.

قالت فينشام “إن وجود المرأة مهم في المجتمع السوري، لكن أسباب الرغبة في مواصلة التعليم تختلف بين الرجال والنساء غالباً بما يعكس الأدوار المختلفة التي يلعبها التعليم العالي في حياتهم، فضلاً عن التأثيرات المختلفة على وصولهم إلى سوق العمل.”

بحسب التقرير، فإن أقل من خمسة فى المئة من اللاجئين السوريين يحصلون على التعليم العالى.

قال فيك ايكوبوا، مسؤول التعليم في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأردن خلال مناقشة التقرير في مؤتمر نحو العالمية، “لا تكمن أهمية التعليم في تأمين فرص عمل للاجئين فقط، إنه نوع من الحماية لذا يجب توفيره دون قيود.”

تتوافق وجهة نظر ايكوبوا مع ما توصي به مؤلفة التقرير.

قالت فينشام “يحتاج اللاجئون السوريون الشباب إلى مزيد من التوجيه للوصول إلى التعليم العالي ومن ثم المزيد من الدعم خلال الدراسة. في بلدان اللجوء، يلعب التعليم العالي دوراً رئيسياً في اندماج اللاجئين اجتماعياً واقتصادياً.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى