أخبار وتقارير

زيادة رسوم الجامعات السورية رغم الحرب

دمشق– في الوقت الذي تزداد فيه ساعات انقطاع التيار الكهربائي عن معظم المدن السورية لتصل إلى أكثر من 14 ساعة ومع استمرار أزمة انقطاع المياه عن العاصمة دمشق، أعلنت وزارة التعليم العالي السورية عن زيادة رسوم التسجيل بنحو الضعف في كل الجامعات الحكومية وفي مختلف المراحل الدراسية.

قال عبيدة الأحم، طالب في السنة الثانية في كلية العلوم جامعة دمشق، “لا أحد يهتم بأمرنا، يزيدون الرسوم ونحن بالكاد نتمكن من الدراسة.”

وعلى الرغم من استمرار عمل الجامعات الحكومية في غالبية المدن السورية التي تخضع لسيطرة النظام، إلا أن الظروف المعيشية القاسية التي تشهدها البلاد تجعل من الدراسة أمراً غاية في الصعوبة في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وغياب وسائل التدفئة وارتفاع أسعار المواصلات نتيجة النقص في مادتي البنزين والمازوت، بالإضافة إلى انخفاض سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي بشكل غير مسبوق ليصبح سعر الدولار الواحد أكثر من 512 ليرة، وهو ما يضاعف الأزمة المعيشية في البلاد التي تشهد صراعاً مستمراً منذ نهاية 2012 ويزيد نسبة الفقر لتصل إلى 83 في المئة بحسب تقرير الأمم المتحدة في أيار الماضي.

وكانت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي قد غصت بانتقادات لقرار الوزارة الأخير، لكن الوزارة لم تبد أي نية لمراجعة القرار أو تغييره.

قال رياض طيفور، معاون وزير التعليم العالي لشؤون الطلبة، “الزيادة الطارئة لا تشكل نسبة 20 في المئة من ارتفاع أسعار بعض المواد التي يستهلكها المواطن، كما أنها لا تقارن برسوم الجامعات الخاصة أو أي نظام أو برنامج تعليمي آخر.” مشيراً إلى أن القرار لن يطبق إلا بدءاً من العام الدراسي المقبل 2017-2018.

وبررت الوزارة قرار زيادة الرسوم كنتيجة لارتفاع تكاليف الخدمات التي تقدم للطلاب، كأوراق الامتحانات والمواد المخبرية.

قال طيفور “ما يدفعه الطالب خلال أعوام دراسته، لا يتجاوز 25 دولاراً بسعر الصرف الحالي (514 ليرة للدولار الواحد)، مما يدل على أن التعليم ما زال مجانياً في الجامعات السورية.”

وبحسب القرار الجديد، سيبلغ رسم التسجيل في الجامعات لأول مرة وعند إعادة التسجيل 1800 ليرة سورية في حين كان سابقاً 1600 ليرة سورية. ويبلغ رسم التسجيل في السنة الأخيرة من الدراسة 5 آلاف ليرة سورية عوضاً عن 2400 ليرة.  كما يحتاج كل طالب لتسديد 3 آلاف ليرة عن كل مقرر سيتقدم به للامتحان في غير جامعته وهو الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على الطلاب الوافدين من جامعات حلب وحمص ودير الزور للدراسة في جامعة دمشق نتيجة الحرب.

قالت لارا، طالبة وافدة من كلية التجارة في حلب إلى جامعة دمشق، “لا يبدو المبلغ كبيراً بالنسبة للمسؤولين في الوزارة، لكنه كبير جدا بالنسبة لي أنا وزملائي النازحين من مدن أخرى. أنا بالكاد أوفر مصاريف مواصلاتي للجامعة. مضيفة أن”الدراسة اليوم باتت ترفاً للكثيرين “نقضي ساعات طويلة بلا كهرباء ومن دون أي وسيلة تدفئة، ومؤخراً بات علينا شراء المياه للشرب ولا توجد مياه في بيوتنا للاستحمام أو الغسيل ثم يرفعون رسوم الدراسة الجامعية وينتظرون منا أن ندرس ونتخرج!”

بلغ عدد النازحين داخل الأراضي السورية 6.5 مليون شخص، بحسب إحصائية صادرة عن الأمم المتحدة العام الماضي. فمنذ اندلاع الحرب في عام 2011 وحتى الآن تشردت آلاف الأسر، بمعدل 50 عائلة في كل ساعة، أي ما يقارب عائلة واحدة كل دقيقة، وهي نسبة النزوح الأعلى والأقسى عالمياً، وفي العام 2016 وحده بلغ عدد النازحين أكثر من 1.2 مليون شخص نزح أغلبهم للمرة الثانية أو الثالثة على التوالي.

من جهة أخرى، تضمن قرار الوزارة رفع رسوم إصدار كشف العلامات من ألف ليرة سورية إلى ألفي ليرة وخمسة آلاف ليرة كرسم لإصدار شهادة بديلة عن نسخة أصلية مفقودة و10 ألاف لإصدار مصدقة بديلة عن المفقودة للمرة الثانية. مع العلم أن معظم الطلاب خارج سوريا بحاجة للحصول على كشف علامات للتمكن من استكمال دراستهم الجامعية في أماكن إقامتهم الجديدة.

قال سامر الأغا، طالب سوري كان يدرس الحقوق في دمشق ويعيش حالياً في مدينة الزرقاء الأردنية، “لم أتمكن من استكمال دراستي في الأردن لأنني لا أمتلك وثيقة تثبت دراستي الجامعية السابقة. بالطبع تكلفة استخراجها اليوم مكلف بالنسبة لي، لكن المشكلة الأكبر تكمن في أنه لا أحد من عائلتي مازال في سوريا لمساعدتي للحصول عليها.”

يتطلب الالتحاق بدراسة الماجستير والدكتواره في سوريا الخضوع لامتحان في اللغة الانجليزية، والذي زادت تكلفته أيضاً ليصل إلى ثلاثة آلاف ليرة سورية عوضاً عن ألف ليرة. كما تم رفع رسوم التسجيل في التعليم الموازي لتصبح 70 ألف ليرة، بدلًا من 35 ألف للكليات النظرية، و100 ألف بدلًا من 50 ألف للكليات التطبيقية بالإضافة إلى زيادة رسوم الدراسة في التعليم المفتوح للضعف أيضاً.

قالت سناء، طالبة في كلية الصيدلة في جامعة دمشق، “كنا ننتظر قرارات تسهل دراستنا كتخفيض معدلات النجاح أو تقديم قروض طلابية ميسرة بدون فوائد أو حتى زيادة استيعاب الطلاب في السكن الجامعي. لا أحد يعبأ بحياتنا فمن سيعبأ بدراستنا.”
AddThis Sharing ButtonsShare to FacebookShare to TwitterShare to ارسال ايميل

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى