أخبار وتقارير

امتحانات داخل خيم في جامعة القاهرة

القاهرة- داخل خيم قماشية كبيرة، أقيمت على عجل ضمن ملاعب جامعة القاهرة مطلع الشهر الحالي، ووسط غياب واضح للإضاءة والتهوية الكافية، يؤدي طلاب كلية الحقوق امتحانات نهاية العام الدراسي.

قال أحمد علي، طالب السنة الثالثة، “تقع يومياً حالات إغماء بين صفوف الطلاب بسبب ارتفاع درجات الحرارة وسوء التهوية داخل الخيم بالإضافة للصيام. تأدية الامتحانات بهذه الطريقة إهانة للطلاب وللجامعة نفسها.”

يفتح إقامة الامتحانات داخل الخيم الباب أمام الطلاب لانتقادات أوسع تطال مرافق الجامعة، التي تضم 207,853  طالب وطالبة – بحسب موقع الجامعة الإلكتروني- والتي تعتبر واحدة من أكبر جامعات العالم، خاصة بعد سقوط مروحة معلقة في سقف أحد الخيم الامتحانية الأسبوع الماضي. وكانت رئاسة الجامعة قد أقرت إنشاء خيم إمتحانية هذا العام للتغلب على مشكلة ضرورة إنهاء الامتحانات في وقت مبكر قبل موعد الإفطار حيث تتزامن فترة الامتحانات هذا العام مع شهر رمضان ولعدم توافر أماكن كافية لإجراء الامتحانات في الجامعة ورغبة الإدارة في ضبط النفقات خاصة مع محدودية الدعم الحكومي.

وبحسب شهادات الطلاب، فإن الخيم تبعد كثيراً عن دورات المياه، وأرضيتها مليئة بالحشرات لكونها أرضية ملعب في الأساس. كما يتسبب تشغيل المراوح بتصاعد الأتربة وإصابة الطلاب بحالات سعال مستمرة.

قال محمد طارق، طالب بالسنة الثانية في كلية الحقوق، “إن الأجواء داخل الخيم خانقة جداً ولاتساعدنا على التركيز للإجابة على أسئلة الامتحان بشكل كاف. معظمنا يحاول الإجابة بسرعة للخروج بسرعة من الخيم.”

طلاب كلية الحقوق في جامعة القاهرة يؤدون امتحانات نهاية العام داخل خيم قماشية.

يتزامن إقامة الامتحانات داخل خيم قماشية مع تراجع ملحوظ في مستوى الخدمات داخل الجامعة، بحسب ما يقول الطلاب. إذ يواجه طلاب الكليات العلمية نقصاً في التجهيزات والأدوات الخاصة بإجراء التجارب العلمية، فضلاً عن نقص المصادر والكتب في المكتبة الجامعية وتراجع مستويات النظافة في المقاهي داخل الجامعة ودورات المياه.

قالت منة الله وحيد، طالبة بالسنة الرابعة في كلية الصيدلة، “الكثير من الأدوات الأساسية غير متوفرة في المخبر، وبينما يقوم بعض الطلاب المقتدرين بشراء أدوات تمكنهم من إجراء التجارب، فإن غالبية الطلاب يكتفون بالمراقبة لعدم قدرتهم على القيام بذلك.”

تعتبر جامعة القاهرة من أكبر الجامعات المصرية وأهمها، إلا أن إنفاقها على  الخدمات لايبدو كافياً. حيث بلغ 361,553 مليون جنيه مصري (مايعادل 4,061,270 دولار أميركي)، أي ما يعادل 3 في المئة من ميزانية الجامعة السنوية البالغة 2,268,398 مليار جنيه مصري (مايعادل 254,806 مليون دولار أميركي).

تشكو آية هيكل، طالبة السنة الرابعة في كلية الاقتصاد من قلة وقدم المراجع الموجودة في مكتبة الجامعة. قالت “أعمل على إنجاز مشروع تخرجي، لكنني لم أجد أي مصدر في مكتبة الكلية، لذا اعتمدت بشكل أساسي على المكتبات الخارجية.”

يعكس تردي واقع الخدمات الجامعية تراجع نظام التعليم الجامعي بأكمله في مصر، بحسب بعض الخبراء.

قال حسام عيسى، أستاذ القانون الدولي ووزير التعليم العالي الأسبق، “المنظومة التعليمية في مصر منهارة. أعداد الطلاب في تزايد كبيرة ولايوجد خطط واضحة لاستيعابهم بشكل فعلي ضمن المباني الجامعية.” مشيراً إلى أن غالبية الطلاب لايلتزمون بحضور المحاضرات وإدارة الجامعة تبني خططها على أساس ذلك عوضاً عن التفكير بحث الطلاب على الحضور. قال “أعداد الطلاب الفعلية تزيد بأضعاف عن الطاقة الإستيعابية لقاعات التدريس، ومع ذلك لا تفكر إدارة الجامعة بتوسعة القاعات بحجة أن معظم الطلاب لايلتزمون بالحضور.”

مؤخراً، احتلت مصر المركز قبل الأخير على مستوى 140 دولة في العالم في مجال التعليم في تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي عن مؤشر التنافسية السنوي لعامي 2015 / 2016. كما يشهد قطاع التعليم حالياً أزمة كبيرة مع استمرار تسريب أسئلة امتحانات الثانوية العامة (إقرأ القصة ذات الصلة: تسريب الأسئلة يربك أجواء إمتحانات الثانوية العامة)، فضلاً عن قرار الحكومة الأخير بتخفيض ميزانيات البحث العلمي في عدد من الوزارات والهيئات خاصة مراكز البحوث الزراعية التي قلصت ميزانيتها من 70 مليون جنيه مصري (7,863,000 دولار أميركي) إلى 3 ملايين جنيه مصري (336,986 دولار أميركي) ومراكز البحوث المائية من 40 مليون جنيه مصري (4,493,140 دولار أميركي) إلى 5 ملايين جنيه مصري (61,643 دولار أميركي).

وكان جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، قد صرح لوسائل إعلام محلية مطلع الشهر الحالي أن ميزانية الجامعة لعام 2016/2017، في مرحلة الإعداد. موضحاً أن إدارة الجامعة تسعى لإحداث “إصلاح مالي” في إدارتها.

قال “لا نطمح في أن نثقل ميزانية الدولة بأعباء جديدة ولكننا نسعى لزيادة الإصلاحات المالية. عندما بدأنا في مسيرة الإصلاح المالي كانت الموازنة تكفى حتى 30 يناير، على نقيض العام الماضي كانت كافية حتى 30 مايو وهذا العام ستكفى حتى 30 يونيو. لقد أصبحنا جامعة مثالية.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى