أخبار وتقارير

إستطلاع: عقبات كثيرة تواجه المرأة العربية للحصول على وظيفتها الأولى

كشف استطلاع جديد للرأي، يركز على الشابات من ضمن الفئات العمرية للنساء باعتبار أنهن تستعدن للدخول إلى سوق العمل، على عقبات كثيرة يمكن أن تثنيهن عن خوض المجال المهني طيلة حياتهن.

ترتبط المشكلة الرئيسة بعدم توافر وسائل النقل وأماكن رعاية للأطفال فضلاً عن عدم توفر فرص للعمل وفق ساعات مرنة.

شمل الإستطلاع، الذي أجرته مؤسسة التعليم من أجل التوظيف (EFE) غير الربحية، 2319 شخصاً في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منهم 282 موظفة تتراوح أعمارهن مابين 18 و30 و797 إمرأة تبحثن عن فرصة عمل و1240 شخص من المهنيين المسؤولين عن اتخاذ قرارات التوظيف في شركاتهم.

وأوصى تقرير “الوظائف الأولى للشابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: التوقعات والواقع” أيضاً بضرورة زيادة مشاركة النساء في قرارات التوظيف.

تشهد المنطقة معدل بطالة مرتفع بين الإناث قد يصل لنحو 40 في المئة في بعض الدول العربية، ويزيد بمرتين أو ثلاثة عن معدل البطالة بين الذكور بحسب ياسمين نحاس دي فلوريو، المتحدثة باسم منظمة التعليم من أجل التوظيف.

كما تظهر بيانات من البنك الدولي الوضع بصورة أسوأ. فخلال السنوات الـ 25 الماضية، تضاعفت الفجوة بين الرجال والنساء العاطلين عن العمل في المنطقة.

بالطبع، تعتبر عدم المساواة بين الجنسين في أماكن العمل، بصفة عامة، مشكلة عالمية. فعلى سبيل المثال، تعني الفجوة في الأجور بين الرجل والمرأة في المملكة المتحدة أن المرأة تعمل بفعالية مجاناً في الفترة من 9 نوفمبر وحتى نهاية العام، بحسب ما ذكرت صحيفة الجارديان مؤخراً.

في المنطقة العربية، تزايد البطالة حيرة العديد من الخبراء. قالت نحاس دي فلوريو “نحن بحاجة إلى بحث أعمق لفهم مايجري.”

لا تثير النتائج السلبية للتقرير الجديد الدهشة لكنها يمكن أن تكون مصدراً للتغيير، حيث يمكن لأصحاب العمل والحكومات القيام ببعض الإجراءات لحل هذه المشكلة.

يعتقد غالبية أرباب العمل من الذكور والإناث، والذين شملهم الاستطلاع، أن لعمل المرأة أثر إيجابي. قالت نحاس دي فلوريو “يرغب العديد من أرباب العمل بتوظيف المزيد من الشابات، إنهم يدركون المنفعة الاجتماعية والاقتصادية.”

لكن نتائج المسح تشير إلى عدم التطابق بين ما تحتاجه الشابات للالتحاق بالعمل وبين ما يقدمه أرباب العمل المحتملين فعلياً.

شارك في إجراء الإستطلاع موقع بيت.كوم، أكبر موقع للتوظيف في العالم العربي. قال سهيل المصري، نائب رئيسه المبيعات، “يستثمر بعض أرباب العمل في السياسات التي لا تتوافق مع تلك التي تسعى إليها الشابات في منطقة الشرق الأوسط.”

وقالت ثلث النساء العاملات إن وجود سياسة تدعم توفير رعاية نهارية للأطفال ستشجع الكثيرات على دخول سوق العمل. لكن تسعة في المئة فقط منهن قلن إن شركاتهم تقدم هذه المرافق لهن حالياً.

وبحسب المصري، فإن الكثير من النساء يتوقفن عن العمل عند البدء بتأسيس أسرة إذ يحتجن لساعات عمل مرنة لرعاية أسرهن.

تقدم بعض الشركات بالفعل برامج مصممة لاجتذاب واستبقاء المواهب النسائية، مثل توفير المشرفات أو مكاتب منفصلة. لكن من غير المرجح إعطاء الأولوية لهذه القضايا بحسب الإستطلاع.

كشفت الدراسة أيضاً عن مخاوف بشأن التنقل. إذ لا تتمكن الكثيرات من إمتلاك سيارة خاصة في وقت مبكر من حياتهن المهنية كما يواجهن صعوبات خلال إستخدام وسائل النقل العام، بحسب نحاس دي فلوريو. قالت “تخشى الكثيرات من تعرضهن للمضايقة أو العودة من العمل في ساعات متأخرة ليلاً.”

مع ذلك، تأمل نحاس دي فلوريو بتحسن الوضع خاصة وأن بطالة النساء تشكل عائقاً خطيراً أمام التنمية الاقتصادية.

يتفق المصري مع نحاس ديفلوريو. قال “إن الفائدة الاقتصادية المحتملة لزيادة عمالة المرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضخمة.”

وبحسب تقديرات حديثة من شركة ماكينزي آند كومباني للاستشارات فإن الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي يمكن أن ترتفع بنسبة 47 في المئة إذا تساوت نسب عمالة النساء مع الرجال. قال المصري “رغم كل ذلك، لا تزال المرأة تواجه تحديات واسعة النطاق عند دخول سوق العمل.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى