أخبار وتقارير

العالم العربي يتقدم في التصنيف العالمي للجامعات

أصدرت مجلة التايمز للتعليم العالي Times Higher Education هذا الأسبوع قائمة بما يعتقد بأنه يضم أفضل 801 جامعة في العالم.

هيمنت على المراكز العشرة الأولى مؤسسات معروفة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، لكن التغييرات التي أجريت على مصدر البيانات بالنسبة لبعض مقاييس التقييم سمحت بسطوع نجم المزيد من الجامعات العربية.

ففي حين لم تحتل هذه الجامعات مراكز متقدمة، إلا أنه تم وضع جامعة الإمارات العربية المتحدة والجامعة الأميركية في الشارقة ضمن مجموعة 501-600 ومجموعة 601-800 على التوالي. فبعد المراكز الـ200 الأولى، صنفت مجلة التايمز للتعليم العالي الجامعات ضمن هذه الفئات الأوسع. وبهذا تكون هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها الإمارات العربية المتحدة ظهور أي من جامعاتها على هذه القائمة.

كما  حققت دول عربية أخرى عديدة تقدماً وللمرة الأولى هذا العام، بما في ذلك الأردن، وقطر، ولبنان، والمغرب، وسلطنة عُمان، والمملكة العربية السعودية. وكان الأداء الأفضل في المنطقة من نصيب جامعة الملك عبد العزيز في المملكة العربية السعودية، والتي تم تصنيفها ضمن فئة 251-300.

كما تم ذكر مصر مرة أخرى وللمرة الأولى منذ عام 2012، عندما تم تصنيف جامعة الإسكندرية ضمن نطاق 301-350. كما يمكن لمصر أن تفتخر بثلاث جامعات دخلت في التصنيف العالمي اليوم، على الرغم من أن الجامعة الأمريكية في القاهرة لم يتم إدراجها في القائمة.

البلدالجامعةالتصنيف
المملكة العربية السعوديةجامعة الملك عبد العزيز251-300
المملكة العربية السعوديةجامعة الملك فهد للبترول والمعادن501-600
المملكة العربية السعوديةجامعة الملك سعود501-600
لبنانالجامعة الأميركية في بيروت501-600
الأردنالجامعة الأردنية601-800
الأردنجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية601-800
قطرجامعة قطر601-800
المغربجامعة القاضي عياض مراكش601-800
الإمارات العربية المتحدةالجامعة الأميركية في الشارقة601-800
جمهورية مصر العربيةجامعة الإسكندرية601-800
جمهورية مصر العربيةجامعة القاهرة601-800
جمهورية مصر العربيةجامعة قناة السويس601-800
سلطنة عُمانجامعة السلطان قابوس601-800

وعلى الرغم من بروز المؤسسات العربية إلى المشهد، يشكك أحد المراقبين في المنطقة في قيمة التصنيفات العالمية، وعوضاً عن ذلك يبدي إهتماماً أكبر بالتصنيفات الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فيما دعا خبير آخر لتجاهل جميع التصنيفات على حد سواء.

تأتي التصنيفات نتيجة لتقييم 13 مقياس، يتم حسابها بطرق مختلفة وتكون مصممة لتقييم مستوى التعليم في الجامعة، والأنشطة الدولية، والبحوث، والتفاعل مع قطاع الصناعة.

هذا العام، توقفت مجلة التايمز للتعليم العالي عن إستخدام قاعدة بيانات العلوم المتواجدة على شبكة تومسون رويترز في تقيّيمها للبحوث الجامعية. ومع أنها لا تزال تستخدم عدد الأبحاث المنشورة لكل باحث وعدد المرات التي يتم الرجوع فيها لذلك البحث كمصدر من قبل باحثين آخرين كوسيلة لقياس أصالة وقوة البحث، إلا أنها غيرت مجهز البيانات وهذا ما أحدث فرقا كبيراً في التصنيف.

قال جون جيل، رئيس تحرير مجلة التايمز للتعليم العالي، “لقد تحولنا لإستخدام قاعدة بيانات Elsevier Scopus هذا العالم. إنها أكبر وأقل تركيزاً على بحوث النخبة المنشورة باللغة الإنجليزية. نعتقد بأنها تمنحنا شعوراً أكثر عالمية وأكثر ثراءاً بالنسبة للأمور.”

كما تضاعف أيضاً عدد الجامعات التي تم تقييمها في القائمة التي نشرها جيل.

يقول جيل إن الفضل في ظهور الجامعات العربية على القائمة هذا العام يعود لهذين التغييرين. يمنح سكوبس Scopus  الباحثين في المنطقة ممن ينشرون باللغة العربية أو الفرنسية فرصة أكبر للمساهمة في ترتيب الجامعات الخاصة بهم، بحسب جيل.

سبق للجامعات العربية أن تم ذكرها ضمن تصنيفات عالمية أجرتها وكالات أخرى، مثل تصنيف كيو أس QS العالمي، وتصنيف شنغهاي للجامعات. ولما كانت منهجية التقيّيم تختلف من وكالة لأخرى، حيث تعتمد تصنيفات كيو أس وشنغهاي عدداً أقل من المقاييس ويتم تقييمها بشكلٍ مختلف، فهذا يعني بأن النتائج ستختلف حتماَ.

فجامعة الملك عبد العزيز، على سبيل المثال، حلت في المرتبة 303 على لائحة تصنيف كيو أس. لكنها حلت ضمن فئة 151-200 بحسب تصنيف شنغهاي.

قال سلطان أبو عرابي، الأمين العام لإتحاد الجامعات العربية، بأن النتائج تظهر التقدم الذي أحرزه التعليم العالي في بعض أجزاء العالم العربي، لكنه أضاف أيضاً بأن هذه النتائج تسلط الضوء أيضا على القدر الذي لم يتحقق حتّى الآن. قال”أهنيء دولة الإمارات العربية المتحدة على هذا الإنجاز. كما إنني لست مندهشاً لرؤية ثلاثة جامعات سعودية على اللائحة. إنهم يقومون بعمل عظيم وينفقون الكثير من المال على البحوث.”

لكنه حذر من أنه لا ينبغي على الجامعات في العالم العربي الإنشغال بالتصنيفات العالمية. قال أبو عرابي “علينا ألا نعمل من أجل التصنيفات بحد ذاتها ونجعلها هدفنا. علينا أن نركز على البحوث وإستقطاب المزيد من الموظّفين والطلاب الدوليين.”

التصنيفات الإقليمية هي الأكثر فائدة، بحسب أبو عرابي، نظراً لإستمرار التفاوت بين أداء الجامعات العربية والغربية.

فيما بدا مراقبون آخرون أكثر تشككاً. فقد وصف ساري حنفي، عالم الإجتماع الذي درس واقع البحوث في العالم العربي، صناعة التصنيفات العالمية “بالمهزلة”. وقال إن العديد من المجلات المدرجة في قاعدة بيانات إلسفير سكوبس Elsevier Scopus مشكوك في جودتها. وعبر عن قلقه في ألا تعتبر بعض الأبحاث المنشورة، والتي تؤخذ بعين الإعتبار من قبل التصنيفات العالمية المعتمدة على سكوبس، بحوثاً ذات محتوى علمي رصين.

وقال حنفي أيضا إن التصنيفات يجب أن تؤخذ مع قليل من الملح لأّن البعض منها، مثل تصنيف وكالة كيو أس QS، تقدم خدمات إستشارية تساعد الجامعات على إرتقاء سلم الترتيب. وكتب في رسالة بالبريد الألكتروني تلقتها الفنار للإعلام “يجب أن يتم النظر إلى التصنيفات العالمية على كونها أنشطة تجارية.”

في النهاية، يقول جيل إن تطوير الجامعات هو بالضبط ما تهدف إليه مجلة التايمز للتعلم العالي عندما يتعلق الأمر بالتصنيف العالمي. قال “نحن نأخذ الأمر على محمل الجد. فبالنسبة إلينا السبب من وجودها هو مساعدة الجامعات على فهم المواضع التي يقومون بها بعمل جيد والمواضع التي يحتاجون لتطويرها. ومن خلال تطوير الأبحاث، سيرتفع تقييم الجامعة في التصنيف العالمي بشكل تلقائي”.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى