أخبار وتقارير

إحصاء تقديري لحجم إحباط الطلاب السوريين

تكشف عينة من الإحصاءات الخاصة ببرامج المنح الدراسية، في جميع أنحاء العالم، عن الارتفاع الكبير في عدد الطلاب السوريين المتقدمين للحصول على منح دراسية في الخارج.

فقبل ثلاث سنوات، أطلق معهد التعليم الدولي في الولايات المتحدة، والذي يدير برامج فولبرايت، التحالف السوري لدعم التعليم العالي خلال الأزمات وهو برنامج منح يهدف إلى مساعدة الطلاب السوريين للالتحاق بجامعات أميركية.

يتعاون التحالف مع منظمة جسور، منظمة سورية غير ربحية، لتأمين منح دراسية لـ 500 طالب سوري في جامعات أميركية.

مع ذلك، لم يلب البرنامج سوى جزء صغير من الطلب. إذ تقدم أكثر من 4000 طالب وطالبة سوريين لبرنامج المنح العام الماضي وتم تأمين منح لـ 43 منهم فقط.

قالت دانييلا كايس، نائب رئيس معهد التعليم الدولي للشؤون الخارجية، “بينما يظهر الطلاب السوريين اهتماماً متساوياً بالدراسة في في الولايات المتحدة وأوروبا، إلا أنهم يميلون لأوروبا أكثر نظراً لتوفر برامج دراسية مدعومة من قبل الحكومة.”

لكن الطلبات المقدمة إلى البرامج الأوروبية لا تبدو فعلياً أفضل بكثير من نظيراتها الأميركية. ويمكن اعتبار ألمانيا، القوة الاقتصادية لأوروبا، المثال الأفضل لتوضيح ذلك.

اضغط لتكبير الصورة (تصميم وتنفيذ: انفوتايمز)

إذ بدأت الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي المدعومة من قبل الحكومة، والمعروفة أيضاً باسم DAAD، برنامجاً خاصاً بقيمة 8.7 مليون دولار أميركي لتقديم 221 منحة دراسية ممولة بالكامل لطلاب سوريين. ويعتبر هذا البرنامج من أكبر البرامج الداعمة للطلاب السوريين في أوروبا. بلغ عدد الطلبات المتقدمة للبرنانج أكثر من 5000 طلب للعام الدراسي القادم 2015-2016.

من جهة أخرى، تلقى 26 طالباً سورياً قبل ثماني سنوات منحاً دراسية من خلال برنامج إيراسموس موندوس، وهو برنامج أوروبي يوفر المنح الدراسية في أوروبا وجميع أنحاء العالم. في العام الماضي، حصل حوالي 100 طالب سوري على منح دراسية من قبل نفس البرنامج.

تسلط إحصاءات من مصادر أخرى الضوء على كيفية تقدم الكثيرين لبرنامج إيراسموس موندوس في ألمانيا. وقال مسؤولون ألمان في لبنان، البلد الاقرب جغرافياً لسوريا، إنهم تلقوا أكثر من 100 طلب للحصول على تأشيرة طالب قبل بدء الحرب. أما العام الماضي، فقد تلقت السفارة أكثر من 1.100 طلب.

كما تشهد امتحانات اللغة الألمانية ارتفاعاً كبيراً في عدد المتقدمين إليها، حيث تعتبر شرطاً أساسياً لضمان مقعد في غالبية الجامعات الألمانية باستثناء بعض برامج الدراسات العليا التي تدرس بالإنكليزية. ونظراً لإغلاق معهد غوته في دمشق قبل ثلاث سنوات، تقدم نحو 1.600 طالب وطالبة لامتحان اللغة الألمانية في فرع المعهد في بيروت. في ذات الوقت، لم يتجاوز عدد الطلاب اللبنانيين المتقدمين للامتحان 1000 طالب وطالبة.

بالطبع، يتقدم كثيرون للالتحاق بالجامعات ثم يحصلون لاحقاً على حزمة مساعدات من خلال قنوات مختلفة مما يجعل من الصعب حصر العدد الإجمالي للمستفيدين.

اضغط لتكبير الصورة (تصميم وتنفيذ: انفوتايمز)

في بلدان أخرى كبريطانيا، لايوجد برامج دراسية خاصة بالطلاب السوريين لكن عدد المتقدمين منهم للدراسة في المملكة ارتفع كثيراً مؤخراً.

إذ ارتفع عدد المتقدمين لمنحة التشيفنينغ من 508 في عام 2013 إلى 1.213 العام الماضي. مع ذلك، انخفض عدد المنح الدراسية المقدمة للسوريين من 16 إلى 8 في السنوات الست الماضية، وفقاً لمكتب الخارجية البريطانية.

تحاول بعض المنظمات الخاصة سد الفجوة بين الطلاب العرب المقبولين في جامعات المملكة المتحدة والقادرين على تحمل تكاليفها. حيث تقدم مؤسسة سعيد رضا تمويلاً لدراسة طلاب من  سوريا والأردن وفلسطين في المملكة.

وتقر المؤسسة أنها غير قادرة على تلبية كافة الاحتياجات. مع ذلك، ارتفع عدد المنح الدراسية المقدمة للطلاب السوريين من 8 عام 2010 إلى 15 في عام 2015، وفقا لإيتا غالاغر، المشرفة على برامج المساعدات التعليمية للمؤسسة. وارتفع عدد المتقدمين من 105 إلى 208 خلال الفترة نفسها.

يرسم عدم التوازن بين عدد الطلاب السوريين المتقدمين بطلبات للحصول على منح دراسية في الخارج وعدد المقبولين منهم صورة محبطة لآلاف الطلاب السوريين المقيمين في المنطقة والغير قادرين على على الحصول على التعليم الذي يرغبون به.

Countries

تعليق واحد

  1. نعم اوافق هذا الرأي لاني اكملت امتحانات التوجيهي بنجاح في الفرع العلمي بمعدل 94ولم استطع اكمال دراستي بسبب قلة المنح المتوفرة وشعرت بالظلم كثيرا من هذا الواقع الذي نعيشه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى