أخبار وتقارير

الصفوف المدرسية خالية من الطلاب في الأردن

تعتبر نسبة التغيب المدرسي في الأردن ضمن الأسوأ في المنطقة العربية، إذ تصل نسبة الطلاب المتغيبين عن صفوفهم الدراسية 57 في المئة بحسب نتائج المسح المرافق للاختبار الدولي (PISA) التابع للبرنامج الدولي لتقييم الطلاب.

ونقل المسح عن الطلاب قولهم إنهم يتغيبون بشكل كامل أو عن بعض الصفوف مرة واحدة على الأقل كل أسبوعين. إلا أن التغيب يبدو طريفاً نظراً لأن التقرير نقل عن الطلاب سعادتهم أيضاً في صفوفهم الدراسية.

وتعتبر نسبة التغيب في المدارس الأردنية أعلى بمرتين عن المعدل الدولي. وهو الأمر الذي دفع بوزارة التعليم الأردنية إلى تخفيض نسبة الغياب المسموح بها في المدارس من 60 في المئة إلى 20 في المئة. لكن لم يتم تحديد العقوبات التي ستتخذ ضد المدارس أو الطلاب المخالفين بشكل واضح.

يعتقد بعض المراقبين أن القرار الجديد غير كاف. وكحال العديد من الدول العربية، يعاني الأردن من انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية. حيث يعتقد الكثير من الطلاب أنهم ليسوا بحاجة للذهاب إلى المدرسة في ظل وجود مدرس خاص يتابع معهم دروسهم المدرسية.

قالت بتول علي، طالبة في الصف الثامن الابتدائي، “الدروس الخصوصية شر لابد منه خاصة في ظل صعوبة وكثافة المناهج الدراسية.” وأضافت “يشرح الأساتذة بسرعة أحياناً ليتمكنوا من إنهاء المقررات الدراسية. لكننا، في معظم الأحيان، لا نتمكن من الفهم في الصف ونحتاج لبعض الدروس الخصوصية.”

يبدي والد بتول انزعاجاً من مصاريف الدروس الخصوصية لابنته. لكنه يعتقد أنه لايوجد أمامه خيار أخر. قال “أريد بالتأكد أن تفهم ابنتي دروسها بشكل جيد لتحصل على درجات متقدمة. أخصص شهرياً مبلغاً لنفقات دروسها الخصوصية.”

يوافق ابراهيم خليل، أستاذ لغة انجليزية للمرحلة الاعدادية، على انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية في الأردن وتأثير ذلك على التزام الطلاب بالدوام المدرسي. قال “كأساتذة لا نملك خياراً آخر خاصة مع تدني أجورنا. علينا العثور على مصدر آخر للدخل.”

https://www.bue.edu.eg/

ومع تركيز الأساتذة على الدروس الخصوصية، يتغيب الكثيرون منهم عن الصفوف الدراسية أيضاً. فبحسب وزارة التربية والتعليم، تم تسجيل 28 ألف حالة غياب للأساتذة العام الماضي، مما يعني حرمان الطلاب من 112 ألف حصة درسية.

مع ذلك، يرفض خليل إلقاء اللوم على الأساتذة وحدهم مشيراً إلى الدور السلبي الذي تلعبه مناهج وأساليب التدريس التقليدية.

قال “عندما نتحدث عن التسرب المدرسي، علينا أن لاننسى الحديث عن أساليب التدريس والامتحان التقليدية.” حيث يعتقد خليل أنه يمكن توظيف وسائل التكنولوجيا الحديثة لتقديم المعلومات بطريقة جذابة للطلاب، في الوقت الذي مازالت فيه الكثير من المدارس تستخدم الألواح الخشبية والطباشير.

تبرر الطالبة راية سعيد، من الصف التاسع، تغيبها المتكرر عن المدرسة بقولها إنها لاتجد ضرورة ملحة للذهاب. قالت “أستطيع الحصول على كل المعلومات كم خلال شبكة الانترنت من دون الحاجة للذهاب يومياً للمدرسة وحمل حقيبتي المدرسية الثقيلة.”

يلعب الأهالي دوراً أيضاً، بحسب ما يقول هيثم الطورة عضو قسم التعليم العام بوزارة التربية والتعليم. إذ أن الأهالي أنفسهم يتغيبون عن الاجتماعات الدورية مع الأساتذة ولايظهرون اهتماماً بتبرير غيابات أبنائهم وبناتهم المدرسية.

ويقر الطورة بأن الحكومة لا تفرض أي عقوبات فعلية على الطلاب المتسربين.  قال ” التعليم إلزامي ومجاني بحسب الدستور الأردني. لكن لا يتم تطبيق ذلك بفعالية.”

ووفقاً لما يقول الطورة فإن تطوير المناهج الدراسية وتأهيل المعليمن يلعب دوراً أساسياً في تقليل نسب التغيب المدرسي، بحيث يمكن لهذه الخطوة الإصلاحية أن تزيد من أهمية حضور الطلاب لصفوفهم المدرسية. لكنه، في النهاية، يشدد على مسؤولية الأهالي. قال “إن دور الأهل جوهري في هذه القضية.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى