أخبار وتقارير

الطلاب العراقيون يبحثون عن فرص للدراسة

يحاول آلاف الطلاب العراقيين الحاصلين على منح دراسية حكومية البحث عن أماكن جيدة للدراسة. فهل توفر لهم الجامعات الأمريكية ذلك؟

كان هذا هو الموضوع الأساسي الذي دارت حوله جلسة الاجتماع السنوي لهيئة المدرسين العالميين Nafsa (نافسا)، حيث تم تداول معلومات مفصلة حول أفضل الطرق لاستقطاب الطلاب العراقيين.

ولكن وعلى نحو مفاجئ، منذ انعقاد اجتماع نافسا، أصبح بقاء العراق كدولة مهددًا مع اجتياح المتمردين لأراضي العراق من سوريا وأقاليم خارج العراق ووصولهم إلى مسافة قريبة من بغداد. مع ذلك، ومهما كان شكل الصراع فإن الحاجة لتعليم الشباب العراقي ستبقى ملحة.

حضر اجتماع نافسا كل من طحنيني الصندوق، الملحق الثقافي العراقي في الولايات المتحدة الأمريكية، وكروان زيباري، ممثل منطقة كردستان المستقلة، ولورنا ميدلبرو، مسئول وزارة الخارجية الأمريكية، إلى جانب آخرين. حيث تمت مناقشة الكثير من الأفكار عن استقطاب الطلاب العراقيين والتي يمكن أيضاً الاستفادة منها لجذب طلاب من مختلف البلدان العربية.

أجمع المتحدثون في الاجتماع أن الجامعات الأمريكية لم تؤدي دورها كما ينبغي في التواصل مع العراق، على الرغم من حجم قطاع التعليم العالي في الولايات المتحدة الأمريكية. 

قال كيفين م. براون، نائب رئيس جامعة إيلينوي في شيكاغو “يدهشني كثيرًا مدى سيطرة البريطانيين على هذه الساحة.” وأضاف أن الجامعات الأمريكية يجب أن تتكيف أكثر مع احتياجات الطلاب الدوليين “نحن لازلنا نظن أننا في 1955 وأن الطلاب قادمون من المدارس الثانوية المحلية.”

تحتاج الجامعات إلى فهم الصعوبات التي يواجهها الكثير من الطلاب العراقيين للوصول لمراكز اختبارات اللغة الإنجليزية وإجراء امتحانات القبول في الكليات. كما لا يملك المتقدمون في أغلب الأحيان بطاقات ائتمان لدفع رسوم التقديم من خلال شبكة الإنترنت. وقد لا يكون لديهم اتصال بالإنترنت على الإطلاق. لذا يتوجب على الجامعات التفكير بقبول استمارات التقديم المطبوعة، كما يقول المتخصصون، والسماح بالقبول المشروط للطلاب ممن يحتاجون إلى تقوية في اللغة الإنجليزية أو بعض الدورات الأساسية قبل تسجيلهم في الجامعات بشكل رسمي.

كما طُلب من المؤسسات سرعة اتخاذ القرارات بشأن قبول الطلاب أو خسارتهم بانضمامهم لجامعات أخرى منافسة من البلدان الأخرى. في نفس الوقت لا ينبغي أن تتوقع هذه المؤسسات ردًا سريعًا من نظام التعليم العالي في العراق “حيث البيروقراطية المركزية في أوجها” كما قال أحد المتحدثين.

وحث السيد براون الجامعات الأمريكية المهتمة بالطلاب العراقيين على إرسال كبار المسئولين الأكاديميين إلى العراق ليتمكنوا بعد ذلك من التحدث بالنيابة عن الطلاب العراقيين وشرح وضعهم عندما يعودون إلى جامعاتهم. قد لا يجدي إرسال مجموعة شابة من موظفي التسجيل ممن ليس لديهم معرفة أكاديمية كافية أو سلطة محدودة. كما قد يفكر الكثير من الأجانب مرتين قبل زيارة العراق هذه الأيام، مع ذلك يجب أن يدركوا أن هناك بعض المناطق الأكثر أمنًا من المناطق الأخرى. بصفة خاصة تعتبر كردستان أكثر أمنًا من المناطق الأخرى؛ حيث يهرب الكثير من اللاجئين من المعارك الأخيرة هناك، لأنها محمية من قبل مجموعة من القوات المدربة والمنضبطة.

وقال السيد براون ينبغي أن تتوقع الجامعات أن تستغرق هذه العملية من 18 إلى 24 شهرًا. كما دعا مسئولي الجامعات الدوليين للاستعداد لمواجهة التساؤلات الإدارية مثل “لقد كنت في العراق الشهر الماضي، فأين الطلاب؟.”

يشترك في تقديم المنح الدراسية العراقية ثلاثة جهات أساسية، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، واللجنة العليا لتطوير التعليم والتي يمولها مكتب رئيس الوزراء، وبرنامج تنمية القدرات البشرية والذي تدعمه حكومة كردستان للطلاب القاطنين في المنطقة.

المواصفات الأساسية لكل برنامج: 

– تقدم اللجنة العليا لتطوير التعليم حوالي 1000 منحة دراسية كل عام لكليات في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وأستراليا. ولقد حولت تركيزها من مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات إلى مجموعة أكبر من المجالات الدراسية بما فيها الإدارة العامة والتعليم والاقتصاديات والرعاية الصحية. وحاليًا يبحث حوالي 900 طالب حاصل على منح دراسية عن أماكن في الجامعات.

– يدعم برنامج تنمية القدرات البشرية التابع لحكومة كردستان الإقليمية الساعين للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا وغيرها من المجالات الأخرى. وقال زيباري والذي يمثل الحكومة الإقليمية في الولايات المتحدة الأمريكية “لا يمكن أن تُبنى أية دولة بالأطباء والمهندسين فحسب.” ويوجد الآن 3200 طالب حاصل على المنحة، من بينهم حوالي 90 في المئة مسجلين في جامعات المملكة المتحدة.

– يهدف برنامج وزارة التعليم إلى إرسال الطلاب الدراسين لمواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لجامعات الولايات المتحدة الأمريكية. في عام 2012، تم الإعلان عن دورة جديدة من 10000 منحة دراسية على مدار خمسة أعوام. ولكن يحتاج أغلبية الطلاب إلى تدريب في اللغة الإنجليزية، ومساعدة لتخطي امتحانات القبول أو دورات تدريبية للطلاب. يحصل الطلاب من خلال هذا البرنامج على دعم حتى عام كامل لدراسة اللغة الإنجليزية بالإضافة إلى دعم لعائلتهم وتغطية لمصروفات سفرهم.

كما تم تشجيع الجامعات الأمريكية للعمل عن كثب مع مستشاري التعليم في سفارات بغداد أو إربيل، حيث يمكنهم التواصل مع الطلاب باللغتين العربية أو الكردية. ويمكن الاطلاع على المزيد من المعلومات من خلال الموقع الإلكتروني للمكتب الثقافي العراقي في واشنطن، والذي من المزمع أن يقيم فعالية في واشنطن هذا الشهر للجامعات الأمريكية المهتمة باستقطاب الطلاب من العراق.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى