أخبار وتقارير

كيف ستغير وسائل التواصل الاجتماعي التعليم العالي

يتوقع فريق من الخبراء تطور وسائل التواصل الإجتماعي قريباً من مجرد أداة لتضييع الوقت بالنسبة للعديد من الأساتذة إلى أداة متكاملة للتعليم إذ يشير تقرير حديث إلى أن ارتفاع نسبة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ستتجاوز أهداف التواصل الاجتماعي وصحافة المواطن والسياسة لتصبح أداة تعليم جدية.

ومع ذلك لابد من الانتظار للتأكد من أن تنبؤات التقرير ستطبق في العالم العربي الذي يعاني سكانه من صعوبات في الوصول إلى خدمة الانترنت أو الحصول على جهاز كمبيوتر على العكس ما يحدث في الدول التي يركز التقرير عليها.

تعتقد نانسي ك. هوب، متخصصة في التعليم الإلكتروني وتعمل في أبو ظبي، أنه يمكن لهذه التنبؤات التحقق في دولة الإمارات العربية المتحدة على الرغم من أن التغيير قد يحدث بوتيرة أبطأ قليلاً مما هو عليه في الغرب، وربما أكثر بطأ في الدول العربية الأقل إزدهاراً.

 نشراتحاد الإعلام الجديد ومبادرة التعليم EDUCAUSE مؤخراً  تقرير الاتحاد لعام 2014  والذي يتوقع ستة اتجاهات تكنولوجية ستغيروجه التعليم العالي في السنوات المقبلة.

وحددت لجنة مكونة من 53 خبير في التكنولوجيا من 13 بلداً 18 موضوعاً من المحتمل أن تؤثر على تخطيط التكنولوجيا وصنع القرار. تنقسم الموضوعات إلى ست اتجاهات رئيسية، وست تحديات كبيرة وست تطورات هامة في تكنولوجيا التعلم. وتنقسم الاتجاهات أيضا إلى اتجاهات مدى قصير واتجاهات مدى متوسط واتجاهات مدى طويل.

سلط التقرير الضوء على أبرز الاتجاهات التي تؤثر على التعليم العالي خلال العام أو العامين القادمين وتتضمن:

• نمو وسائل التواصل الاجتماعي.

• دمج التعلم عن طريق الإنترنت مع التعليم الهجين التعليم الجماعي.

بينما تؤثر الاتجاهات التالية على التعليم العالي خلال ثلاثة أو خمسة اعوام :

• تطور التعلم عبر البيانات والتقييم.

• التحول في النظرة التربوية حيث يتم النظر إلى الطلاب على أنهم مبدعين عوضاً عن كونهم مستهلكين.

أما الاتجاهات التي ستؤثر على التعليم العالي على المدى الطويل (أكثر من خمسة أعوام)، فهي:

• سرعة تغيير النهج واعتماد Lean Startup movement، والتي تحاول استخدام التكنولوجيا كعامل محفز لتعزيز ثقافة الابتكار والتي يرجى منها أن تكون طريقة فعالة من حيث التكلفة والتأثير الواسع.

• استمرار التطوير والابتكار من التعليم عبر الانترنت.

وينقل موقع Business Insider عن التقرير أن 1.2 مليار نسمة يستخدمون فيسبوك في حين أن 2.7 مليار نسمة، أي ما يقرب من 40 في المئة من سكان العالم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بانتظام. يقول التقرير” يستخدم المعلمون والطلاب والخريجون، وعامة الناس، وسائل التواصل الاجتماعي بشكل روتيني لتبادل الأخبار حول التطورات العلمية وغيرها. لابد من الانتظار لمعرفة تأثير هذه التغييرات في التواصل العلمي وعلى مصداقية المعلومات، ولكن من الواضح أن التواصل  الاجتماعي قد وجدت جذب كبير في كل جانب تقريبا من قطاع التعليم.”

ويعتقد الفريق أن وسائل الإعلام الاجتماعية تتيح فرصاً للحوار بين الطلاب، والطلاب المحتملين، والمربين والمؤسسة بطريقة أقل رسمية من منصات أخرى. وقد وجدت دراسة أجرتها جامعة ماساتشوستس في دارتموث أن 100 في المئة من الجامعات التي شملتها الدراسة تستخدم وسائل الاعلام الاجتماعية. وأظهرت دراسة أخرى من قبل مجموعة أبحاث بابسون وبيرسون أن 55 في المئة يستخدمون وسائل الاعلام الاجتماعية لأسباب مهنية.

ومع ذلك، فإن الواقع في العالم العربي يختلف مع هذه الإحصاءات، خاصة وأن فرص الوصول إلى الإنترنت غير متساوية. إلا أن استخدام الفيسبوك وتويتر بين أولئك الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت قد تكون أعلى مما هي عليه في الدول الغربية.

وفقا لموقع شركة أليكسا للمعلومات، فإن موقع الفيسبوك هو الموقع الأكثر زيارة في معظم الدول العربية، بما في ذلك مصر ولبنان والجزائر وتونس وسوريا. وقد بلغ عدد مستخدمي الفيسبوك أكثر من 50 مليون في آذار/ مارس 2013 في العالم العربي، بعد أن كان 43 مليون في أيلول/ سبتمبر 2011.

وبينما لاتوجد أي إحصاءات مماثلة متاحة للجامعات، فقد نشر تقرير وسائل الاعلام الاجتماعية العربية دراسة الصيف الماضي تقول إن 19 في المئة من طلاب المدارس العامة في العالم العربي لا يمكنهم الوصول في المدرسة لأجهزة الكمبيوتر، بينما نسبة الوصول لأجهزة الكومبيوتر في المدارس الخاصة بلغت 31 في المئة. ويستخدم 10 في المئة فقط من الطلاب وسائل الإعلام الاجتماعي في الفصول الدراسية.

ووجدت الدراسة، مع ذلك، أن 68 في المئة من الآباء يعتقدون بأن وسائل الإعلام الاجتماعية ساعدت أويمكن أن تساعد في متابعة المواد المفقودة بسبب انقطاع الدراسة. إذ يشير التقرير إلى وجود انقطاعات في الذهاب للمدارس بنسبة 55 في المئة بسبب النزاعات المسلحة أو السياسية في المنطقة.

يقول كيفن دونسيث، أخصائي تكنولوجيا التعليم العالي والمهتم بتقنيات التعلم والشريك في شركة CorCodi لاستشارات التعليم ومقرها في دبي، بإنه وعلى الرغم من احتمال عدم مهارة المعلمين والإداريين في العالم العربي بالتكنولوجيا فإن المتعلمين الشباب هم “مواطنين رقميين” وسوف يكونوا قادة تغيير لا يمكن إيقافهم عن دمج وسائل الإعلام الاجتماعية في التعليم والتعلم. ويقول ” يتبنى [الطلاب] بسهولة وبسرعة فكرة أن التعاون الفعال يجب أن يكون في صميم التعلم والبحوث في القرن 21″.

يعتقد دونسيث أن التوجه للتعلم عبر الإنترنت يتخذ إتجاهاً أبطأ في الترسخ في العالم العربي. ” لا يزال هناك دوائر من عدم الثقة حول القيمة التي يمكن للإنترنت تقديمها الطالب”. وأضاف “من وجهة نظري، هذا الحذرهو إرث مؤسف من النظرة المتشككة بالتعلم عن بعد في المنطقة”.

حدد التقرير ستة تحديات أيضا، بما في ذلك انخفاض الطلاقة في استخدام التكنولوجيا من قبل أعضاء هيئة التدريس وعدم وجود مكافآت لتحسين التدريس. تقول هوب في أبو ظبي” تلك هي نفس التحديات التي نواجهها هنا. المشكلة الأخرى هي أن التكنولوجيا تتغير بسرعة. بمجرد أن تبدأ بدمج شيء واحد، يظهر شئ جديد مما يتسبب في إحباط أعضاء هيئة التدريس في أي بلد “.

ويعتقد دونسيث أن الإسراع في تغيير وتكييف اتجاهات التكنولوجيا الجديدة، يعتمد على ثلاثة عناصر رئيسية هي:

• القيادة المؤسسية التدريجية والفعالة.

• وجود خطة استراتيجية قوية بما فيه الكفاية لجلب والحفاظ على التطورات المطلوبة.

• قبول أعضاء هيئة التدريس الجماعي والفعال لاحتياجات المتعلم اليوم والتي تتطلب نهجاً جديداً جذريا للتعلم والتدريس.

يقول دونسيث ” بالنظر إلى المتطلبات الثلاثة، فإن مؤسسات التعليم العالي في منطقة الشرق الأوسط لديها القدرة على إحراز تقدم هائل في وقت قصير جدا”.

يعتبر تقرير NMC جزء من سلسلة من المشاريع الاتحاد، وهو مشروع أبحاث أنشئ في عام 2002 لدراسة التكنولوجيات الناشئة التي من المرجح أن يكون لها تأثير كبير على التعليم على مدى السنوات الخمس المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى